كتب : محمد البنا
دائما ما يشعر الإنسان بالوحدة فأحيانا ماتفارقنا كأنها قرين لنا ، فعندما أحس بها أذهب إلي محافظة الأسكندرية أجلس علي أحد شواطئها فأناجي البحر فأحس الراحة والسكينة علي عكس جلوسي بمكتبي وغرفتي ،فذات يوم احسست بإختناق ووحده فقررت ان اذهب كعادتي إلي الشاطئ واري البحر واناجيه ،فقمت بترتيب اشيائي وجهزت شنطتي وذهب مسرعا أجلس علي الشاطئ ، فوجدته مذدحما وكاننا لا نتعايش مع فيروس كورونا ، فقمت بطلب كرسي من مستأجر الشاطئ لجلوس عليه قريبا من البحر ، أشاهد البسمة والبهجة على أوجه من علي الشاطئ وأتأملها ،اذ اتفاجئ أننا وقت الغروب فأردت ان التقط صورة تذكارية مع ذلك المنظر الجميل ، فوجت الجميع ينظر اتجاهي فظننت أنهم ينظرون لي ولكنها لم تكن لي فنظرت خلفي فوجدت فتاه تشبه الحوريات في جمالها وخصلات شعرها تتمايل يمينا ويسارا وترتدي نظارات تخفي بها عينيها ، فجلست علي طاولتي ابتسم من نظارات الجميع إلي هذه الفتاه ، جلست هي الأخرى على طاولة بجواري تقع على حوالي مسافة 3او4 امتار والطفل يلعب بجوارها إذ به يجري علي الشاطئ فيقع امام طاولتي فقمت مسرعا لكي أساعده في النهوض وأطمئن عليه فحملته علي يدي ووضعته فوق الطاولة، إذ جدها تأتي مسرعة إلى الطفل ، أحسست من لهفتها أنه طفلها . وعندما إطمأنت عليه قامت بخلع نظارتها التي تخفي جمال عينيها الخضراوتيين ،فمن ينظر إليهم يغرق في جمالهم ،ولكنني احسست الحزن والأسي فيهم ،فلم اتردد ان اسألها بكل صراحة واخبرها ما لمسته من عينيها فتسألني ما إسمك فأجيب مصطفى فسألتها عن إسمها فأجابت جوليانا وكأنها بهذا السؤال تتهرب من سؤالي وعدم الإجابة عليه ، وفجأه تمشى فأعتقد أنها ستذهب ولكنها جاءت بكرسي لأجلي بجواري على طفولتي . وتسألني كيف شعرت أنني غير سعيدة ؟ !!
فرددت عليها مسرعا يعيناكي تحكي عن الكثير من الأسى والحزن ، فوددت وقالت انا إيطالية الجنسية والدي مصري وتوفي منذ سبع سنوات وتزوجت من أحد أقاربة يعمل ضابط بالقوات البحرية المصرية وتوفي ايضا بعد عامين من زواجنا والدتي مريضة بشلل نصفي لاتستطيع ان تكون لي سندا في الحياة ، وأنا ايضا مصابة بأحد الأمراض الخطيرة بالرأس والدكتور أبلغني اني اقضي بضعة أشهر في الحياة ،ولكني لست حزينة من ذلك كل مايستحوذ علي تفكيري هو طفلي ،من سيعتني به؟وكيف سيعيش في المستقبل ؟؟؟
إذ اندهشت في البكاء ،فقدمت لها منديلا لكي تزيل السيول التي تزرف من عينيها ،وقدمت لها المواساة والتخفيف عنها ،إذ بها تقف وتاتي إليا تعانقني .وتقول أرجوك كن بجواري وأعاني بطالي حتى أطمئن عليه ، والجميع ينظر إلينا وكأنهم يحسدون على عناقنا ،ولكنهم لم يشعروا بألم هذه الإمرأة فنظرت في عينيها ، إذ بأحد يطبطب على كتفي ويقول اصحي فوق ياأستاذ الحساب لوسمحت تأخر الوقت نريد الإغلاق فلممت أشيائي مسرعا متوجها إلى المنزل