بقلم :تامر إدريس
نَـعْـمَـــاءُ الـسَّـــمَــــاءِ
مذ رفع الستار عن عينيّ وكشفت الحجب وأنا أتقلب قسرا بين ندىً وقتر، خصب وجدب، بين سعادة وشقاوة حتى وجدتك، تكامل الحسن بين لابتيك،طبت مرأىً ونِيَّة.
صدفة جمعتنا، ويا لها من مصادفة!!، بعثت في الركام الحياة، أضرمت في الأحشاء نيران الوجد من جديد، جمعت الأركان تحت راية العشق السرمدي، فأنىّ لشمسي بعد ذلك أن تزول أو أن تغيب؟!!
ما من حسن إلا وأنت جامعه، وما من شرف إلا وأنت حائزه، في المكرمات تسابقنا؛ كلانا يقرب قربانه، والقبول لك دوما مصرفه ومرجعه.
من مثلي قد اعتلى السحب مطِيَّةً؟!، من لغيري بقلب طاف البلاد عَشِيَّةً؟!، من لروح بالحلم فتملك به الأرض رَضِيَّةً؟!، تلك العيشة الهَنِيَّةُ.
أبواب تلتها أبواب من خير وبركات وافقت مَقْدَم صاحبة الروح العَلِيَّة، وكأن جنان الخلد باتت تستضيف العاشق بُكْرَة وعشِيَّة، قد مُدَّ لك في رغد العيش مَدًّا؛ فاحفظ لذاتك فينا مقاما عَلِيًّا.
أيا نعمة أتت من لدن ربٍّ رحيم رفقا بمهزوم القنا، كسير الجناح، خائر القوى، عظيم البَلِيَّة، لعلَّ الرَّحمن ينفخ فيَّ من روحه على يديك فأبعث من جديد في الأنام طائعا مهدِيًّا..