سمر_إسماعيل
فرق شاسع بين الغرور والثقة بالنفس … يكادوا يكونوا نقيضين ، بدليل قوله تعالى ( أن الله لا يحب كل مختالاً فخوراً ) ف حين أنه بيرحم أمرؤ عرف قدر نفسه … طبعا ً واضح مدى التضاد أن المغرور مذموم من الناس اللى ربنا سبحانه وتعالى _ ولعياذوا بالله _ بيكرهها ويغضب عليها ، لكن الأنسان الواثق ف نفسه بيتمتع برضاه ورحمته عز وجل … وف نفس الوقت _ للأسف _ بنشوف تداخل كبير جدا بين الصفتين !! المغرور اللى غروره بيعميه عن كونه مغرور بيصورله أنه واثق ف نفسه بس مش أكتر !! وناس كتير بتبقى واثقة ف نفسها بتعانى من إتهام الأخرين لها بالغرور !! نقول فروق علشان نوضح الصورة _ فالضد بالضد يظهر _ المغرور طول الوقت شايف نفسه أحسن من الناس ،… دايما ف حروب وصراعات علشان يثبت أنه أفضل منهم ، دايما ف حالة إستياء ، سخط ، تبرم و عدم رضى عن واقعه وظروفه ،… شايف أنه يستحق الأفضل !! بينما الواثق ف نفسه بخلاف كدة خالص مش شايف الناس !! أو مش مشغول بأنه يشوفهم … هو له نفسه وبس ، هى دنيته ، عالمه ، اللى مكلف به واللى هيتحاسب عنه يوم القيامة … حياة الواثق ف نفسه برضو لا تخلو من حروب وصراعات ، بس حروب وصراعات مع النفس !!! بغرض التقويم ، التهذيب والإصلاح … دايما ف رحلة لإثبات الذات ، ملوش وصول ، ملوش وجهة محددة ، ملوش نهاية الا بنهاية حياته نفسها . الواثق ف نفسه بيشتغل عليها بحيث يبقى هو الأفضل ، هو ده هدفه الأوحد … عمره كله تكليف لتحيق الهدف ده ، بالإستعانة بالله سبحانه وتعالى ، التحلى بالصبر والحكمة … ربنا بيمنحه رضى ، قناعة ، سلام داخلى وشعور بالإكتفاء … لأن الكمال لله عز وجل مش صفة بشرية ، أحنا مكلفين ومنوطين بالسعى إليها مش بالوصول ، ع ما أعتقد … أو ف رأىّ وقناعتى الشخصية أن دى أهم الصفات اللى تقدر من خلالها تميز بين المغرور وبين الواثق ف نفسه والله أعلى وأعلم .


































































