كن نهرا لا يتوقف
بقلم بليغ بدوي
من منا لم ينحني أما النيل ليقذف مياهه بحجر؟! لا ندري لماذا ننحني و نبحث عن حجر لكي نقذفه في النهر! رغم التناقض المحير في المشهد المتضمن إعجاب بالنهر و قسوة قذف – ما اعجبنا- بحجر، الا أنه إستوقفني مشهد آخر تماما في الصوره ألا وهو مايحدثه الحجر بمياه النهر ! لا شيء سوى دوائر مائية سرعان ما تختفي و يستمر النيل في المسير لا يعبأ بالحجر و لا بمن رماه!
كن نهرا مندفعا يشق طريقه بين الصخور لا توقفه أحجار ولا تلال، كن كالنهر في هدوء أمواجه و لا تنفعل لكل طعنة تتعرض لها من شخصا كان معجبا
بك يوما ما، فهذه هي الحياة! نكران الجميل و خيانة الأصدقاء أحد سطور الرواية.
لا تتوقف عند الخزلان فتساقط الأقنعة من على الوجوه الرخيصة نعمة من نعم الرحمن. بالرغم ان الحياة قصيرة ، إلا أنها مليئة بالأوغاد ، فصمم أن تستكملها مع الشرفاء.
اسلك طريقا يعج فقط بالشرفاء، فلو دفعك أحدهم بلا قصدا لاستدار إليك معتذرا و ربض على كتفيك مسترضيا طالبا أن تتقبل عذره ليس هذا فحسب بل يفسح لك الطريق لكي تستكمل سيرك قبله و لا عجب فهذه أحدى سمات الكرماء.
ابعد تماما عن المدقات الضيقه التي يتزاحم فيها الغوغاء فيدفعون المهذبين جانبا حتي يجدوا طريقا نحو اللاشيء…. “لا تتعجب فهم أوغاد!”