الأيام الهادئة .. رِزق
كتب : فهيم سيداروس
عندما يمر اليوم بسلام ، لا يجب أن نراه عاديًا ، بل هو نعمة أخرى ، أُضيفت إلى حياتنا ،
فلا يجب أن نتجاهل السعـادة ، و نتمسك بالكأبة ، يوم يخلو من الأخبار الحزينة ، وفراق الأحبة ، ليس يوما عاديا ، بل هو نعمة يجب أن نحمد الله عليها .
قد يقتلك الروتين المتكرر لحياتك ، ويضيق صدرك تشابه أيامك ، ولو تأملت قليلاً ، لأدركت أن يومك الذي يشبه أمسك ، عشته وأنت في صحتك وبقرب أهلك ، وبعيدا عن فواجع القدر
وأنه يوم مبهج تحمل ساعاته ، ألف نعمة وهبة
و أنت لا تشعر ، فالحمدلله دائما وأبدا .
لا تجعل ، فهمك للرزق ينحصر في المال ، بل من أبواب الرزق دعوة في سجود ، لا تعلم بها أن
يضع الله لك قبولا في قلب كل من يراك صفاء
القلب ، وسلامة الفكر .
ومن أجمل الأرزاق هي دعوة أمك ورضى أبيك
ووجود أخوة ، وضحكة أبن ، وأهتمام صديق ودعوة محب لك ، والأجمل من هذا رضى الله عنك ، ويرزقك العفو والعافية .
هناك مرض صامت أسمه ، التعود على النعمة
وله مظاهر ، أن تألف نعم الله عليك ، وكأنها ليست نِعما ، أن تتعود الدخول على أهلك
وتجدهم بخير ، فلابد وأن تشكر الله على ذلك
أن أشتريت ما تريد دون شكر المنعم ، أن تستيقظ وأنت في أمان ، دون أن تحمد الله
فأجعل الحمد رفيقك لتستمر النعمة ف الأيام الهادئة .. رِزق
كل ما في هذه الدنيا ، لا يساوي شيئا أمام
الأستقرار الداخلي ، طمأنينة القلب ، سكينة الروح ، النومة الهنيئة ، فإذا سألت الله شيئًا
فاسأله هذه الرحمة أولًا
.وتكتشف فجأة أنك لا تريد ، أن تكون الأفضل في هذا العالم ، كل ما تريده أن تجلس هادئ البال ، معتدل المزاج ، لا تأبه لأي شيء
وراض عن كل شيء .