نوال السعداوي ماتت منذ مده
بقلم عبير مدين
لم تكن مفاجأة أن تطالعنا الأخبار بنبأ وفاة المفكرة المصرية الدكتورة نوال السعداوي هي الأن تحمل عملها وتقف بين يدي الله تعرضه وتنال الجزاء عليه
ولا ندري ولا نجرؤ أن ندعي أننا نعلم ماذا أعد الله لها من جزاء فقد يكون ختم الله حياتها بعمل أهل الجنة على خلاف توقعات البعض
قضت شطرا كبيرا منه في عرض أفكارها و الدفاع عن معتقداتها سواء اتفقت معها او اختلفت. كم واحد فينا امسك كتاب لها و قرأه ؟ كم واحد فينا فند لها فكرة بنفسه ؟ الغالبية سمعت بأذن غيرها و فكرت بعقل غيرها وتركت واعتنقت قرارات غيرها. أجيال توارثت الفعل قالوا، يقال، قيل ولم يذكر لنا واحد فيهم ماذا قال هو !
علينا أن نكون أكثر اطلاعا ولا نأخذ آراء الغير مسلمات فقد نستقي من الصخر معلومة ونخرج من الظلام بالهداية فليس كل إنسان سيء على طول الخط
نوال السعداوي ماتت من مده ماتت عندما دفنوا أفكارها و اراءها بتشويها ووضعوا اكليل من حرية الرأي و التعبير عليه في مجتمع لم يعد يبحث عن الحقيقة، مجتمع يدافع عن حرية العري الجسدي ويهاجم الوضوح الفكري فيه نوال السعداوي داخل كل أسرة لكن مدفون او مدفونة في سجن العادات و التقاليد وأعراف مقدسة قد تتناقد مع قدسية الدين
الاختلاف في الرأي يفتح الباب للتنوع الفكري الاختلاف في الرأي دافع للوصول إلى الحقيقة
نوال السعداوي اعتنقت أفكارا في شبابها سواء حالفها التوفيق فيها ام لم يحالفها كان الفكر قضيتها الكبرى في الوقت الذي فيه معظم شبابنا رغم ما أتيح له من سهولة الحصول على معلومات تساعده ليكون الأعلى فكريا يتنافس منافسة شرسة طوال الليل و النهار للفوز بمستوى أعلى في لعبة ببجي ويكتفي بصب اللعنات على الغير
اختلف مع الدكتورة نوال السعداوي فكريا في كثير من القضايا لكن أحترم أنها كانت شخصية صاحبة رأي وفكر
لن تبنى الأمم بتسطيح الأفكار . فحتى لو لم يحالفك التوفيق في اختيار الفكرة و لم يحالفك ايضا في طريقة عرضها يكفي انك استخدمت عقلك لتفكر . لم تتلون ولم تبيع وطنك لأنك تعرضت لإضطهاد فيه
فكم من إنسان منحه الله عقلا عاش طويلا ولم يستخدم عقله مرة واحدة ترك العنان لغيره يفكر له و يقرر له ماذا عليه أن يكون