“مــا ذا بـعــد الــمـواجـهـة ؟؟ ”
بقـلـم جـواد كاظـم الشيباني
لا يـخـفـى على كلِّ ذي لبٍّ ما أصاب القيادة الإسرائيلية وسكان المدن بوجه عام من قلقٍ وذعرٍ بعـد وصول الصواريخ المنطلقة من غزة وإصابة العمق الإسرائيلي ,
إذ أصبحت الأراضي المحتلة تحت رحمة القذائف , وهذا ما لم يكن بالحسبان ولم يخطر على بال أحد داخل اسرائيل أن يصل الخطر إليه الأمر الذي جعل حسابات زعماء اسرائيل تتغير رأسًا على عقب , وبدلا من إعلان الحقيقة المُرّة ,
راحوا يتظاهرون للعالم بأنهم غير مبالين أو متأثرين وأن القبة الحديدية لم تسمح للصواريخ من تحقيق أهدافها , كل ذلك لطمأنة السكان والتخفيف من الهلع الذي أصابهم .
لقد أدرك زعماء اسرائيل أنه لا أمان ولا استقرار, وأن ناقوس الخطر بدأ يهدد المدن جميعها , وتلافيا للنزوح العكسي الذي قـد يحصل مستقبلا, حركوا جهودهم الدبلوماسية على أعلى المستويات للإفـلات من المأزق الجديد , وأعـدوا العـدة لإجراء اتصالات ومشاورات بين الدول الكبرى من أجل قيام دولة فلسطين
التي يريدونها هـم , مهلهلة النظام غير مكتملة الأركان وربما منزوعة السلاح شبيهة بإمارة عرجاء لا دور لها في المجتمع الدولي , وسيلجؤون إلى الضغط والتهديد ودفع الحكومات العربية التي لها تمثيل دبلوماسي مع اسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوربية إلى طمأنة القيادة الفلسطينية مع الترغيب والإغراءات وسيل من التعهدات لتقديم مساعدات ومنح عاجلة لإعمار فلسطين ..
إن النظام العربي عليه توخي الحذر وأن يعي دوره التاريخي وأن لا يستجيب للضغوط الأمريكية والإسرائيلية ويساعد في طمس الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني , وعليه أن يضغـط من أجل الحصول عليها كاملة من خلال التهديد باتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية وإيقاف التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل إن هي رفضت الإعتراف كاملا بحق الشعب العربي الفلسطيني
أو حاولت التنصل من التزاماتها والقفز فوق الحق التاريخي , وأن تسعى الحكومات العربية باتجاه قيام الدولة الفلسطينية ذات الإرادة المستقلة وعاصمتها القدس مدينة لكل الطوائف والأديان ,, وبخلاف ذلك تتحمل الحكومات العربية المسؤولية التاريخية والأخلاقية أمام الشعب العربي الفلسطيني والعالم أجمـع ..