الأداء الحكومي في دائرة النقد.
بقلم عبير مدين
البعض راض عن أداء الحكومة و البعض غير راض عن أدائها بل يتهمها بالقصور و الفشل
نعم أداء الحكومة ضعيف فإذا سألت عن السبب سمعت عشرات الاجابات من وجهة نظري بعيدة كل البعد عن السبب الحقيقي
إذا ما هو السبب الحقيقي في ضعف الأداء الحكومي ؟
السبب الأول هو ضعف الأداء البرلماني الناتج عن ضعف النواب وجهلهم بدورهم الحقيقي وهي مسؤولية مشتركة بينه وبين المواطن
للأسف المواطن ينتظر من النائب تقديم خدمة شخصية والحقيقة أن هذه الخدمات في الغالب لا تتعدى المقربين أو من له واسطة لدى النائب
وهذا هو تصور النائب أيضا فهو يرى نجاحه في تقديم بعض هذه الخدمات ليهتف له أصحابها و يلتقطوا معه الصور التذكارية لتزين صفحات الجرائد في الماضي و صفحات التواصل الاجتماعي حاليا والبعض منهم يسرع البحث عن مكاسب تساعده في تعويض ما خسره من مال في دعايه انتخابية و ادخار المزيد حتى يشتري اصوات في انتخابات قادمة بخدمات زائفة أو هدايا الفقراء من أبناء دائرته
فقدت وظيفة النائب دورها وهو حلقة الوصل بين الحكومة و مشاكل المجتمع الحقيقة فأصبحت الحكومة في وادي و نحن في وادي
وأصبح علاج اي مشكلة شعار تبرعوا ؟ ومن الذي يتبرع انه نفسه المواطن البسيط الذي يعيش على أمل تحسن الحال بينما رجل الأعمال يرفع شعار القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود
وظيفة البرلمان مراقبة أداء الحكومة و محاسبتها لا مساندتها والتصفيق لها فإن قدم نائب طلب إحاطة أو استجواب قدمه على استحياء حتى أن الأمر يبدو كأداء تمثيلي لا يصدقه المواطن
أما السبب الثاني فهو عدم وجود معارضة العجيب أننا نصف الدولة بالديمقراطية ونصادر أي رأي معارض بل نكيل له الاتهامات بالخيانة والعمالة! رغم أن الحكومة القوية يلزمها معارضة قوية تماما كمباريات كرة القدم كلما كان المنافسان قويين كانت المباراة ممتعة
المعارضة تكشف مواطن الضعف و القصور في أداء الحكومة بما يعود بالنفع على المواطنين
في كل الديمقراطيات هناك حزب حاكم وحزب معارض بينهما منافسة شرسة للبقاء في سدة الحكم
إذا قوة الأداء الحكومي نابعة من المعارضة و برلمان قوي على دراية حقيقية بمشاكل المجتمع يشعر بمعنى زيادة قرش صاغ في سعر السلعة ومعنى ركوب وسائل المواصلات العامة و معنى التردد على المستشفيات العامة ومعنى أن يدفع الفلاح ثمن قطرات الماء التي تسقي زرعه بسبب استخدام مواتير الرفع
النواب جعلوا الحياة لونها بمبي في عين الحكومة ولا صوت لنا ليثبت العكس