الدولة الوحيدة.
بقلم عبير مدين
ما إن تظهر أزمة عالمية حتى يطل علينا مسؤول ويدلي بتصريح لطمأنة المواطنين أن الوضع الاستراتيجي للسلع الغذائية آمن وأننا الدولة الوحيدة التي لم تتأثر ولا داعي للقلق.
ورغم الارتفاع غير المبرر لأسعار السلع الذي داهمنا خلال الأيام الماضية وكأن لم يكن لدينا أي مخزون استراتيجي من هذه السلع والذي يبرره التجار والبائعون بأنه نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية لكن السلع حتى ألان متوفرة.
سمعنا هذه التصريحات أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008 والتي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية ثم امتدت إلى دول العالم ليشمل:
الدول الأوروبية
الدول الآسيوية
الدول الخليجية
الدول النامية التي يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال العام 2008م إلى 19 بنكاً، كما تلي آنذاك المزيد من الانهيارات الجديدة بين البنوك الأمريكية البالغ عددها 8400 بنكاً.
وسمعنا هذه التصريحات أثناء أزمة جائحة كورونا على الطلب والمعروض من السلع الأولية: إذ كانت لها تداعيات مباشرة من جراء ألإغلاقات وتعطل سلاسل التوريد، وتداعيات غير مباشرة ناجمة عن توقُّف النمو الاقتصادي، وكانت الآثار والتداعيات بالفعل بالغة الشدة اتجهت بعض الدول المصدرة للغذاء على رأسها أوكرانيا وروسيا وكازاخستان إلي تقييد التصدير تحسبا لحدوث أزمة في أسواقها الداخلية
اتفق أننا لم نعاني من نقص السلع خلال تلك الأزمات لكن أجد مبالغة في ترديد كلمة الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بأزمة كذا ولم تتعرض لنقص السلع الغذائية والسؤال الذي يجول في ذهني ألان هل تفوقنا في أمننا الغذائي عن الولايات المتحدة الأميركية وأوربا وسائر الدول المتقدمة في كل أنحاء المعمورة؟!
هل حققنا الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي والحيواني و الصناعات الغذائية؟!
من المعلوم إن مصر تستورد حوالي 45 % من احتياجاتها الغذائية ومن المعلوم أيضا المبالغة في التهوين والتهويل والتصريحات الوردية أثناء الأزمات أشياء تبعدنا عن الحقيقة
أم هل يا ترى أننا الدولة الوحيدة التي تزدهر اقتصاديا بالأزمات؟!

نقاش حول الموضوع الحالي