. hekaytwatan
عقدة المستورد… حين ننسى أن في وطننا ما يُفاخر به
بقلم الاعلاميه دكتوره غادة قنديل
رغم ما حققته مصر في السنوات الأخيرة من نهضة صناعية وزراعية غير مسبوقة، لا تزال “عقدة المستورد” تسيطر على عقول بعض المستهلكين، وكأن المنتج الأجنبي هو المعيار الوحيد للجودة والتميز. هذه النظرة ليست مجرد ذوق استهلاكي، بل حالة نفسية متجذّرة في ثقافتنا، تحتاج إلى وعي مجتمعي وإرادة وطنية لتصحيحها.
فالكثير من الناس ما زالوا يعتقدون أن كل ما يأتي من الخارج أفضل، حتى وإن كان نظيره المحلي يضاهيه في الجودة أو يتفوّق عليه. هذه الظاهرة ترجع إلى عوامل تاريخية واجتماعية، من بينها الإرث الاستعماري الذي ربط في أذهان البعض بين “الغرب” و”التقدّم”، وكذلك الدور الكبير الذي تلعبه الدعاية والإعلانات في ترسيخ صورة الماركات الأجنبية كرمز للفخامة والثقة.
غير أن الحقيقة مختلفة تمامًا، فمصر اليوم تمتلك مصانع كبرى تنتج بمعايير عالمية، وتصدر منتجاتها إلى عشرات الدول. من الصناعات الدوائية والغذائية إلى الملابس والأثاث والمعدات الثقيلة، أثبتت الكفاءة المصرية قدرتها على المنافسة في الأسواق الدولية. بل إن كثيرًا من المنتجات التي نشتريها بأسماء أجنبية تُصنع في الأصل بأيادٍ مصرية.
الخطورة الحقيقية في “عقدة المستورد” لا تكمن فقط في السلوك الاستهلاكي، بل في تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي؛ فالإقبال على المستورد يضعف الاقتصاد الوطني، ويقلل فرص العمل، ويؤثر على ميزان التجارة. بينما دعم المنتج المحلي يعني دعم وطن، وتشجيع استثمار، وبناء مستقبل قائم على الاعتماد على الذات.
لقد آن الأوان أن نغيّر نظرتنا، وأن نمنح الصناعة الوطنية ما تستحقه من ثقة وفخر. فليس كل ما هو مستورد أفضل، وليس كل ما هو محلي أقل.
القيمة الحقيقية ليست في “بلد الصنع”، بل في “إرادة الصانع”.
ومصر قادرة، بإذن الله، أن تصنع كل ما تحتاج إليه، وتُصدّر للعالم ما يُعبّر عن هويتها وعزتها.
































































![[ حال الأحزاب ومترشحى الشيوخ والنواب ]](https://www.hekayetwatan.com/wp-content/uploads/2025/10/FB_IMG_1761298198324-120x86.jpg)



