احمد المطعني يكتب “أصحاب الكلام المعسول”
ما أكثرهم في هذا الزمان
هي عبارة تُستخدم لوصف الأشخاص الذين يجيدون فن الكلام اللبق واللطيف، وغالبًا ما يستخدمون كلماتهم للتأثير على الآخرين أو إرضائهم أو تحقيق مآربهم.
يمكن أن يكون هذا التعبير له دلالات إيجابية أو سلبية حسب السياق:
الدلالات الإيجابية:
* اللباقة والدبلوماسية: الشخص الذي يعرف كيف يتحدث بلباقة يمكنه حل النزاعات، وبناء العلاقات، والتفاوض بفعالية.
* الجاذبية والتأثير: أصحاب الكلام المعسول غالبًا ما يكونون جذابين ويجيدون كسب قلوب الناس والتأثير عليهم إيجابًا.
* المجاملة والإطراء: يمكن أن يستخدموا كلماتهم لنشر الإيجابية ورفع الروح المعنوية للآخرين من خلال الإطراء الصادق.
الدلالات السلبية:
* الخداع والتلاعب: في بعض الأحيان، يمكن أن يُستخدم الكلام المعسول لإخفاء نوايا سيئة، أو التلاعب بالآخرين، أو خداعهم.
* النفاق: قد يكون الشخص يستخدم الكلمات الجميلة لغير ما يبطن، مجاملة فقط دون اقتناع حقيقي.
* المبالغة والمجاملة الزائدة: قد يصل الأمر إلى حد المبالغة في الإطراء أو المدح لدرجة تبدو غير صادقة أو تهدف إلى تحقيق مصلحة شخصية.
تحديد ما إذا كان الشخص يستخدم الكلام المعسول بنوايا غير صادقة يتطلب بعض الملاحظة والحدس. إليك بعض العلامات الرئيسية التي قد تساعدك في كشف ذلك:
1. التناقض بين الأقوال والأفعال
هذه هي العلامة الأقوى على الإطلاق. إذا كان الكلام جميلًا ومقنعًا، لكن الأفعال لا تتطابق معه، فغالبًا ما يكون الكلام غير صادق.
* الوعد دون الوفاء: يَعِدُ بالكثير من الأشياء الجميلة (مثل المساعدة، أو قضاء الوقت، أو تقديم الدعم) ولكنه لا يلتزم بتلك الوعود أبدًا أو نادرًا ما يفي بها.
* المجاملات التي لا يتبعها اهتمام: يمدحك كثيرًا، لكنه لا يبدي أي اهتمام حقيقي بمعرفة المزيد عنك أو عن حياتك، أو يتجاهل احتياجاتك عندما تحتاج إلى المساعده فعلاً.
* تغيير المواقف: قد يقول شيئًا أمامك وآخر خلف ظهرك، أو يغير رأيه ومواقفه بشكل متكرر ليتناسب مع مصالحه الشخصية.
2. المبالغة والإفراط في الإطراء
الإطراء الصادق يكون عادةً محددًا ومعقولًا، أما الكلام المعسول غير الصادق فيميل إلى المبالغة.
* المدح المفرط وغير المبرر: يمدحك بشكل مبالغ فيه وعلى أشياء بسيطة، أو يصفك بصفات خرافية لا تتناسب مع الواقع.
* غياب التفاصيل: تكون مجاملاته عامة جدًا ولا تركز على تفاصيل محددة في شخصيتك أو إنجازاتك، مما يوحي بأنه لا يعرفك جيدًا أو لا يهتم حقًا.
* الإطراء المتكرر دون مناسبة: يغمرك بالكلمات الجميلة حتى في غير الأوقات المناسبة، مما يجعلك تشعر بعدم الارتياح أو أن هناك دافعًا خفيًا.
3. لغة الجسد غير المتطابقة
الجسد غالبًا ما يكشف ما لا يكشفه اللسان.
* تجنب التواصل البصري: قد يتجنب النظر في عينيك مباشرة، أو تكون نظراته متشتتة.
* التعبيرات الدقيقة المتناقضة: قد تظهر على وجهه تعابير سريعة (مثل لمحة من الاشمئزاز أو عدم الارتياح) تتعارض مع الكلمات الودودة التي ينطق بها.
* حركات عصبية: قد تلاحظ حركات عصبية مثل لمس الأنف أو الفم، أو فرك اليدين، أو التململ، أو الوقفة المتصلبة، وهي علامات على التوتر أو عدم الصدق.
* تغييرات في نبرة الصوت: قد تتغير نبرة صوته (تصبح أعلى أو أقل فجأة)، أو يتلعثم، أو يتوقف بشكل غير طبيعي، أو يتحدث بسرعة زائدة.
4. التركيز على الذات والمصلحة الشخصية
أصحاب الكلام المعسول غير الصادق غالبًا ما يكون لديهم هدف شخصي من وراء كلماتهم.
* المجاملات المشروطة: يبدأ بالمدح ثم يتبعها بطلب أو مصلحة شخصية.
* تحويل الحديث لنفسه: قد يمدحك ليستخدم ذلك كمدخل للحديث عن نفسه وإنجازاته، أو ليطلب منك شيئًا.
* الانتهازية: يظهر الود والاهتمام فقط عندما تكون هناك فائدة محتملة له.
5. عدم الاستماع أو الاهتمام الحقيقي
الشخص الصادق يهتم بما تقوله، أما المخادع فلا.
* غياب الأسئلة المتابعة: لا يطرح أسئلة عميقة أو يتابع ما تقوله، مما يدل على عدم اهتمامه الحقيقي بالحديث أو بك.
* نسيان التفاصيل: ينسى تفاصيل مهمة ذكرتها له سابقًا، لأن اهتمامه كان بالكلام لا بالاستماع.
* مقاطعة الحديث: قد يقاطعك كثيرًا ليتحدث هو، أو ليوجه الحديث في الاتجاه الذي يخدم مصلحته.
6. الشعور بالضيق أو عدم الارتياح
حدسك يمكن أن يكون دليلاً قويًا.
* الإحساس الداخلي: إذا شعرت أن هناك شيئًا غير صحيح، أو أن كلمات الشخص لا تبدو صادقة، فلا تتجاهل هذا الشعور. غالبًا ما يكون هذا الإحساس مؤشرًا على أنك تتعامل مع شخص غير صادق.
تذكر أن وجود علامة واحدة لا يكفي دائمًا للحكم، ولكن تضافر عدة علامات معًا يمكن أن يعطيك مؤشرًا أقوى. من المهم أن تثق بحدسك وأن تلاحظ الأنماط السلوكية بمرور الوقت.