“الأسر على صفيح ساخن: أزمة العلاقات العائلية في زمن التحديات”
بقلم. محمداحمد عبدالحميد
تشهد الكثير من الأسر في الوقت الحالي موجة متصاعدة من الأزمات الأسرية التي تؤثر على استقرارها النفسي والاجتماعي، لتصبح هذه الظاهرة حديث المجتمع ووسائل الإعلام على حد سواء. وتأتي هذه الأزمات نتيجة لتشابك الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وتداخل الأدوار الأسرية، وتراجع مهارات التواصل الفعال بين أفراد الأسرة.
الخبراء يشيرون إلى أن الخلافات الزوجية، والصراعات بين الأجيال، وقلة الحوار البنّاء بين الآباء والأبناء، تعتبر من أبرز مظاهر هذه الأزمة. كما أضافت الضغوط الاقتصادية، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة، طبقة إضافية من التوتر تؤثر سلبًا على الجو الأسري.
وفي هذا السياق، أكد مستشارون أسريون على أهمية تعزيز مهارات التواصل والحوار داخل الأسرة، مشددين على أن الصبر والاحترام المتبادل والاستماع الفعّال لأفراد الأسرة، من أهم الأدوات للحفاظ على التماسك الأسري. كما أوصوا بضرورة تخصيص وقت للقاءات العائلية اليومية أو الأسبوعية، بهدف تقوية الروابط العاطفية وتقليل سوء الفهم بين أفراد الأسرة.
من جهة أخرى، تشهد بعض الأسر اللجوء إلى الاستشارة النفسية والعلاج الأسري كوسيلة فعالة للتعامل مع المشكلات المتفاقمة، مؤكدين أن تدخل المختصين يساعد على إيجاد حلول عملية ويخفف من حدة الصراعات، ويعيد ترتيب الأولويات داخل الأسرة.
إن الوعي المجتمعي بمخاطر الأزمات الأسرية وأهمية المحافظة على الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، أصبح ضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة. فالأسرة السليمة تعد حجر الزاوية لبناء مجتمع متماسك، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بروح من التعاون والتفاهم.