الإهمال والفساد يقتلان أرواح ريما اكثر مما تفعله الحروب
بقلم: مصطفي نظمي
عربية ميكروباص محملة عمالة من المراهقين أعمارهم تتراوح بين ١٥ و ٢٠ سنة دخلت فيها ترلّة مات منهم ١٩ واحد على الفور، كلهم من نفس القرية، قرية كفر السنابسة في المنوفية، غير اللي لسه بين الحياة والموت، عيال مراهقين لسه في سن الظهور معظمهم بنات بيشتغلوا مقابل ملاليم حرفيًا، شغل مضني طول اليوم، دا غير رحلة الشقاء ذهابًا وإيابًا لمدة عدد من الساعات في عربيات متهالكة وطرق متهالكة وهم متكدسين فوق بعض في عز الحر زي الغنم..
ولقد مر مرور الكرام
حادث عابر ما حدش هايقف عنده كتير وما حدش هايتحاسب، حادث مكرر كل يوم تقريبًا وبيحصد سنويًا حياة عشرات الآلاف، ولا يكاد بيت واحد يخلوا من ضحية أو أكتر بيروحوا وبيسيبوا وراهم قلوب ثكلى وأطفال يتامى، أعداد يمكن ما بتموتش في حروب كاملة..
للدرجة دي أرواح الناس رخيصة؟!
عملوا إيه العيال اللي ماشفوش من الدنيا غير كل عذاب وشقى عشان يروحوا فطيس كدا وأكباد أهلايهم تتحرق عليهم؟!!
الإهمال والفساد يقتلان ويحصدان أرواح الأبرياء، ربما أكثر حتى مما تفعله الحروب على وحشيتها وخستها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله