كتبت : الباحثة صفاء المصرى
من الكتابات الموثقة التى تدل على وجود الثقافة المتنوعة بالاسكندرية قبل الإسكندر والبطالمة : – وجدت لوحة من الحجر فى حديقة القنصل العام لروسيا فى القاهرة وهو العلامة بروجش وقد حفرت عليها مؤلفات كاتب يونانى قال القنصل :- ان هذا الكاتب عاش بالاسكندرية قبل الاسكندر وهذه اللوحة تؤكد حقيقة وجود مكان لحفظ الكتب قبل الاسكندر و هذا القنصل لرؤيته وزن كبير عند كل الأثريين والعلماء فى أوربا ؛ ومن مصادر موثقة ايضا ؛ ان نواة مكتبة الاسكندرية القديمة التى شيدها بطلوميوس الاول هى الكتب التى تجمعت من المعابد المصرية وهذا دليل آخر أن العلم والأدب كانا قبل الإسكندر والبطالمة ؛ ومن هنا نشأت مكتبة الإسكندرية على يد بطلوميوس بعد ان وضع حجر الأساس الإسكندر لتكون الإسكندرية العاصمة الثقافية للعالم بعد هبوط نجم اثينا للخلافات بين الملوك.
رغم عبقرية الأدب الإغريقى القديم وعظمته ومكانته الفريدة بين أدب العالم قديما على مر العصور ؛ استحوذ على إعجاب وتقدير مختلف الأمم والشعوب ؛ هنا فرض الأدب السكندرى نفسه بتقنياته البيئية والحضارية ، وكان له سمات خاصة تحدت عبقرية الأدب الإغريقى ، ولذ الأدب السكندرى كان نبتا فى بيئة من العسير ان تتخفى عن الإبداع المتميز ، وقد دفع الأدب السكندرى كثيرا من الشعراء الى التفقه والتخصص والأكثر دراية وحنكة بالفنون التى يؤلفونها وفتح هذا الادب آفاقا جديدة وابتكر انماطا وفنونا لم تكن معروفة من قبل وربط الشعر بالعلم دون ان يتصف بالتلقائية التى كانت من طباع الأدب الإغريقى القديم . يكمن الفارق بين الأدب الإغريقى والأدب السكندرى فى ان الأدب الإغريقى كان مستلهما من لقاء الإغريقى القديم بعناصر الطبيعة وتفاعل الكتاب والادباء مع الجماعة اما الأدب السكندرى كان تعبيرا عن من يعيشون فى بلاد غير بلادهم وفى مدن كبيرة نسبيا حالت بينهم وبين تأثير الطبيعة الملهمة الخلاقة0 تميز الادب السكندرى بالإختلاط بحضارات الشرق القديم ؛ وتسيدت مدينة الاسكندرية مراكز الأدب والثقافة حتى صارت عاصمة للعالم القديم لمكانتها الاولى بين اثينا وبيلا وبرجمون وسوريا وجنوب ايطاليا وساحل اسيا الصغرى وهذا منذ ان تسلم العاهل الكبير بطلوميوس فلادلف مقاليد الحكم ؛ وعمل على توفير الإمكانيات وتشجيبع ورعاية علماء وأدباء وشعراء وباحثين متفرغين للبحث والدراسة فى المكتبة ؛ حيث انها جزء من الحى الملكى وكان لها رئيس يلقب بالكاهن واعضاء المكتبة اقامتهم كاملة بالمكتبة حيث الثراء فى ساحة الألعاب والرياضة ؛ كما كانوا يتقاضون راتبا من الدولة ومما لا شك فيه أن البحث العلمى داخل المكتبة قد ارتبط الى ابعد حد لما حوته المكتبة من مراجع وكتب فى مختلف فروع العلم والمعرفة ، وكان الباحثون يعيشون داخل المسيون بالمكتبة حياة آمنة متفرغين تماما للبحث والاطلاع ومعفون من جميع الأعباء وكافة الالتزامات بالإضافة الى مرتبهم السنوى الذى كان يكفل لهم من العيش ارغده ولم يشتهر كاتبا او شاعرا فى هذا العصر إلا أن يكون استقى العلم من مكتبة الاسكندرية ؛ وبرجال العلم والمعرفة اصبحت الإسكندرية ازهى مدن العالم القديم .
ولا ننسى المكتبة قدمت للبشرية اقليدس عالم الارياضيات ، وأرخميديس صاحب قانون الطفو ، وأراتوشينير عالم الجغرافيا ، وأرستارخوس عالم النحو ، وهيروفيلوس الطبيب العالم ، وافلوطين الفيلسوف المفكر .
وللحديث بقية ….