البيضة والدجاجة، أيهما أولًا
أحمد إمام
عندما أفكر في العلاقة بين الشعب والشرطة، ينصرف ذهني إلى القضية الجدلية الأكثر شهرة في المحيط الفلسفي البيضة أولًا أم الفرخة؟.
أعتقد أنه علم لا ينفع وجهل لا يضر، سواء أكانت الفرخة أولًا أم البيضة؟!، المهم أنه لا وجود لإحداهما بدون الأخرى، فلا وجود لفرخة بدون بيضة، ولا وجود لبيضة بدون فرخة، كذلك العلاقة بين الشعب والشرطة.
هي علاقة أزلية، ولكن الشرطة وجهازها أخطأت أخطاءً جسيمة في حق شعبها، فبدلًا من أن تحافظ على أمنه وسلامته، أصبحت هي من يعكر أمنه ويستغله، وكانت من أهم الأسباب لقيام ثورة 25 يناير، بل كانت من أسباب نجاحها أيضًا، نعم من أسباب نجاحها بإطلاقها النيران على الشباب، ذلك جعلهم يتمسكون بموقفهم أكثر، بل خرج العديد من المصريين لمناصرتهم وحمايتهم.
عندما عادت الشرطة للحياة بعد 30 يونيو لم تتعلم الدرس، وعادت لتعيد الكرة مرة أخرى، وأصبحت تعامل الشعب معاملة سيئة، بل أصبحت الأقسام مكانًا لتشييع الجثث إلى المستشفيات.
فهل تتعلمون الدرس أم ماذا بعد؟ ناهيك عن التعذيب والإهانة، أتعجب كثيرًا عندما أجد متطوعًا في الشرطة لا قيمة له سوى أنه بشرًا يعامل الناس وكأنه وزيرًا للداخلية، هذا ليس تعميمًا فكل مكان به الحسن والسيء، ولكن للأسف المعظم سيء.
وأخيرًا نداء إلى جهاز الشرطة عامة ووزير الداخلية خاصة، أعيدوا تأهيل رجالكم، علموهم كيف تكون معاملة البشر؟
علموهم أن من يعاملوهم بشرًا مثلهم، ليسوا عبيدًا لهم، علموهم أن الاحترام لا يأتي بهذا الأسلوب ولا بهذه الطريقة، فالضعيف المقهور ينتظر حتى يتحين الفرصة لينقض على من كان يعذبه ويهينه، ولن يسامحه مهما حدث فلن تكون هناك دولة إذا استمررنا على ذلك، القوي يهين الضعيف والضعيف يتربص بالقوي وهكذا، ولكن على قدر احترامكم وتقديركم لشعبكم يحترمكم ويقدركم الشعب.
هذا حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى.