التحول الرقمي مدخل لتحقيق جودة التعليم
بقلم: دكتور سلامة عمر
نبذه عن التعليم الالكتروني
التعليم الإلكتروني هو نظام تفاعلي يُقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه والاختبارات، وكذلك إدارة المصادر والعمليات وتقويمها، كما أنها طريقة تعليمية حديثة تُستخدم فيها أدوات الاتصال من حواسب آلية وشبكات الوسائط المتعددة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، سواء قبل أو أثناء أو بعد الحصة الدراسية، ويتضمن نمطين، هما نمط التفاعل المتزامن أثناء عرض المادة، ونمط التفاعل غير المتزامن خارج وقت عرض المادة التعليمية.
أهمية تنمية وإعدادالموارد البشرية بالمؤسسات:
وتعد تنمية الموارد البشرية الأكاديمية بالمؤسسات التعليمية أحد العناصر الهامة في تحريك القدرات والكفاءات في ظل تكنولوجيا المعلومات، الأمر الذى جعل المؤسسات التعليمية تعيد صياغة إستراتيجياتها في بناء مواردها البشرية الأكاديمية بحيث لا تعتبرها هدفًا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى المستوى المرغوب وتحقيق أهدافها، ويعتمد نجاح المؤسسات على القدرة على الاستخدام الأمثل للموارد البشرية المتاحة بكفاءة عالية من خلال تلبية احتياجاتها ودعمها من أجل مواكبة التغييرات المتسارعة في عالم تكنولوجيا المعلومات.

أهمية التحول الرقمي في التعليم:
وتبرز أهمية التطبيق الرقمي في مجال التعليم نسبة لنوع المعلومات التي يُراد منها الفهم والاستيعاب الدقيق مع ضرورة ابتكار أساليب تقديم وعرض مختلفة تسهم في خلق تفاعل إيجابي في صفوف الطلاب، وتُستخدم فيه الحلول التقنية لمعالجة المشكلات المتجذرة في المنظومة التعليمية ودمجها في كل مكوناتها، وكذلك تدريب المعلمين على تدريس المناهج التعليمية الرقمية المصممة بطريقة مبتكرة والوصول إلى بيئة تعليمية رقمية متكاملة، تحقق غايتَي الفائدة والترفيه في الوقت ذاته، وتضمن التواصل الفعّال بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، فالمعلم الذي كان يقضي ساعات طويلة في التحضير للدرس والبحث عن وسائل تعليمية مناسبة له وآليات للتقويم وتقديم التغذية الراجعة للمتعلمين وللإدارة ولأولياء الأمور أصبح بإمكانه أن يدير هذه المنظومة من خلال مجموعة من الأدوات التي توفر له وقتاً مناسباً لتطوير ذاته والاطلاع على التجارب الحديثة في مهارات التدريس، إلى جانب الاطلاع على أحدث المعلومات في مجال تدريسه، كما أنها تتيح للمعلم وللمتعلمين مساحات زمنية أكبر للتواصل داخل الفصل وخارجه من خلال أدوات النقاش وما يماثلها في أنظمة إدارة التعلّم المتعدِّدة، إن التحول الرقمي في التعليم بهدف تجويده قد أتاح للمتعلمين فرصاً أكثر للمشاركة في العملية التعليمية وأن يصبحوا أحد أركانها وتحولوا من متلقين إلى أعضاء فاعلين ومؤثّرين، كما أنهم وجدوا أكثر من طريقة للتواصل مع المعلمين بعيدًا عن رتابة اليوم الدراسي وضغوط العمل التي يلاقيها المعلم، ولأن العالم أصبح الآن في قبضة عملية الرقمنة الكاملة؛
فوائد هامة للرقمنة :
وقد تغيرت الطريقة التي نؤدي بها أبسط المهام مثل سداد مدفوعات المشتريات أو تنظيم الخطط مع الأصدقاء مع ظهور التقنيات الرقمية, حيث كانت هناك فوائد كبيرة لرقمنة المجتمع، والتي تشمل: الراحة المتزايدة، الاعتماد الأقل على الموقع الجغرافي، زيادة توافر المعلومات، التواصل الفوري حتى عبر مسافات كبيرة أو بين البلدان، أوقات معالجة أسرع؛ وبالطبع، خضع التعليم أيضًا لعملية الرقمنة، وينطبق هذا على جميع أنواع المؤسسات التعليمية، من المدارس، والجامعات، ومراكز التدريب، ولقد نمت صناعة التعليم الإلكتروني بشكل سريع للغاية خلال العقد الماضي، وأصبح الآن أول نقطة اتصال للعديد من المتعلمين المحتملين والشركات التي تبحث عن حلول تدريبية، وأدى نمو التعليم الإلكتروني إلى مجموعة واسعة من الحلول التعليمية الرقمية الجديدة، بما في ذلك المنصات التعليمية مثل أنظمة إدارة التعلم (LMS) وأنظمة إدارة محتوى التعلم (LCMS)، ويمكن أن تكون هذه الحلول التعليمية الرقمية مفيدة للغاية لمجموعة واسعة من المتعلمين بما في ذلك أولئك الذين يحضرون الدورات الدراسية التقليدية القائمة على الفصول الدراسية، وكذلك يمكن أن تكون برامج التعليم المختلطة التي تتضمن التدريس وجهًا لوجه مع النسخ الاحتياطي من المنصات التعليمية طرقًا ممتازة لقادة الدورة التدريبية لضمان حصول طلابهم على أفضل الأجزاء من كلا الخيارين.
الرقمنة وكورونا وتحديات العصر :
ولقد فرضت جائحه كورونا تحديات كبيرة وكثيرة علي التعليم بمصر والعالم، حيث سارعت كافه الأنظمة التعليمية بالعالم علي ايجاد حلول تحسبًا لاستمرار التعليم عن بعد نظراً للإجراءات الاحترازيه من تفشي فيروس كورونا فكان الإسراع نحو التحول الرقمي وربط الطلاب بالمدارس بسوق العمل وفق أحدث انظمه التعليم بالعالم، حيث يعتمد stem، علي الربط بين المدرسه والمجتمع ومجالات العمل، ويكفل تطبيق العلوم والتكنولوجيا والهندسه والرياضيات، بهدف دعم المزيه التنافسية للطلاب.
متطلبات الرقمنة:
تبدو متطلبات التحوّل الرقمي ثابتة في مختلف القطاعات مع بعض الاختلافات النوعية، فصياغة استراتيجية رقمية تحتاج استثمار خبرات علمية لتطوير كوادر بشرية وتأهيل فرق مهنية تدير البيئات التقنية والبنية التحتية الخاصة بها بشكل جيد، ومن ثم صياغة خطة خاصة تبعاً لكل نموذج، وتوفير منصات تعليمية ومنظومة من الأجهزة وأنظمة التشغيل، و وسائط التخزين والبرمجيات، وهي ثقافة كاملة ربما لن تبدو سهلة في البداية، بخاصة إذا استثمر فيها الجيل القديم من المعلمين، الذي ربما تُعيقه المقاومة الثقافية للتغيير، فهي تحتاج من مستخدميها الإلمام بعديد من المهارات والتقنيات للوصول إلى الأهداف المرجوة وتحقيق نتائج فعالة من هذه العملية، وعند الافتقار للخبرات المناسبة سيبدو الأمر أصعب بكثير. ولكن التحديات الأساسية تكمن في آلية وضع الإستراتيجية ذاتها وفي خصوصية البيانات وحمايتها.
التحول الرقمي ومستقبل الطلاب :
إن التحول الرقمي أصبح ضرورة للوصول إلى التعليم العميق المبني على استخدام إستراتيجيات تعلّم تعتمد على التفكير الناقد والإبداعي والتحليل والتطبيق وغيرها من المهارات التي تعد عاملًا مؤثّرًا في مسيرة الطلاب مهنيًا واجتماعيًا في المستقبل وتجعل منهم قادة وليسوا مجرد آلة في عجلة العمل والتنمية، والتحول الرقمي في التعليم لابد أن ينعكس على جودة الخدمات التي تقدم للمستفيدين الآخرين من التعليم سواء إداريًا أو مهنيًا مثل أولياء الأمور وراغبي الحصول على المنح والبعثات فهذه الخدمات ربما ينظر البعض لها على أنها خارج منظومة التعليم ولكنها بالفعل هي جزء منه، بل هي أحد المعايير التي يتم تقييم جودة العمل في المؤسسات بناءً عليها من خلال التغذية الراجعة من هؤلاء المستفيدين.
خاتمة:
في النهاية يجب أن تتكيف المؤسسات التعليمية بسرعة مع التحول الرقمي لضمان استمرارية مؤسساتها واستكمال العملية التعليمية، من خلال الرقمنة، يصبح الاتصال بين المؤسسات التعليمية والطلاب والمعلمين أكثر مرونة، علاوة على ذلك، فإنه يعمل على تحقيق أفضل استخدام للموارد الحالية، كما أن تدفقات العمل والبوابات المركزية المزودة بأدوات لإدارة الطلبات تعمل على تحسين تجربة الطالب حيث يمكنك ضمان الكفاءة والدقة وبالتالي تحقيق جودة التعليم.