الحياة المصرية من القرن 3 الي 7 الهجري
السياحة الصوفية وتوطن المشايخ
(2) الاقامة وتوطن المشايخ
بقلم د. كمال الدين النعناعي
منذ أن ظهرت هذه الطائفة علي مسرح الأحداث السياسية في الاسكندرية حوالي
سنة 200 هجرية وأصبح لها مذهبا فكريا
أنتشر وأزدهر،
لم يكن مثل ذلك في التاريخ أن يكون في
غياب عدد من العوامل المواتية:
منها ما يتعلق بالتوسع الاقليمي والعمراني
فهل يمكن أن نفسر ما ذكره مؤرخ الصوفية
عن عادة التبتل في مغارات تقع في واد
كثير الأشجار والنبات والثمار كان يهدف
الي خلق مجتمعات عمرانية جديدة؟
من الوارد تلك الفرضية التي تساير سياق
تاريخهم الدي يحمل بين طياته ظاهرة قومية، وراوابط بين مدارسه المنتشرة
في العالم الاسلامي….
يؤيد ذلك الاحتمال تدفق بعضهم علي موطن أقامة شيخهم فيجتازون مناطق
الخلاء فيقيمون حوله حتي أخر أيامهم
ومن المنطقي أن يؤدي ذلك الي التوسع
العمراني..
من تلك المناطق طور سيناء؟
حيث وفد كثير من الزائرين أواخر القرن
الثالث الهجري،
فمنطقة الطور كانت طريقا ومزارا.
وهذه المنطقة تبدأ من واحة فيرانه حيث يتفرع واديان،
وادي الصلاف ( الأيسر) ووادي الشيخ ثم
الي الشمال بحري وادي آخر حتي أشجار
الدير بعد حوالي 2 كيلو، وهو قائم عن سفح جبل موسي. وبجانبه جامع صغير
وفي شمال جبل موسي يقع جبل المناجاة
وارتفاعه 6000 قدم…
وفي الشمال الغربي من جبل الصفصافة676 قدم………
ويطل علي سهل الراحة مجموعة من الجبال وتكون طور سيناء….
وكان الشيخ الزاهد
أبو عبدالله المغربي واحدا منهم… جاء مصر
وتوفي في سنة 299 هجرية
فكان قبره مع قبر أستاذه..
وأصبحا مزارين يقصدهما الأتباع والمريدين
للتبرك…


































































