الحيوانية ماذا لو نطقت
بقلم د.الحسين أحمد الفار
غرائز طبعنا قُلتم لنهجِ شعورنا تَحكمْ
وقلتم لذةً تَدفع وألمٌ إن بديٰ نُحجِمْ
وأن ذكائنا المُبديٰ شعورٌ عندنا مُبهمْ
أصابعُ أيدِيكُمْ شتيٰ كذلك فينا من يَعقلْ
فأممٌ مثلكمْ أُمَمٌ نُحَدِّثُ بعضنا نَفهمْ
تقولوا بأننا حمقيٰ كذلك قولنا عنكمْ
قَتلتمْ بعضُكم بعضاً وخُنتُم في الهويٰ سِرتُمْ
تخوضوا في مقارنةٍ ومِنا من يُعلِمَكُم
غُرابٌ منا عَلَمَكُمْ وهدهدُ منا أيقظَكُم
وذئبٌ قالها صِدقاً وأنتم من تحايلتُمْ
وإن صِفاتنا عُليا ببعضٍ منها لُقِبتُمْ
ولكن يا بني الإنسان بفضل الله فُضِّلتُمْ
وأن الله ميَّزَكُم وعدَّلَكُمْ وصَوَّركُم
وسَخَّرَنا لكم فضلاً وبالتكليفِ خَصصَكُمْ
فَمِنا بين مأكولٍ ومَركوبٍ لكم يَخدُمْ
تقولوا أننا حمقيٰ وفي هذا نُعاتِبَكُمْ
تقولوا في الرديٰ أنّا قليل الفكر لا نفهم
أليس كذلِكُمْ أنتم إذا ما الموتُ فاجَئَكُمْ
فمنكم هَائِمٌ أعميٰ ومنكم عاجزٌ صنمٌ
شعورٌ من غرائزنا وعقلٌ قاصرٌ قُلتُم
كذلكَ مثلكم نحنُ ونحنُ مثلكم أنتم
ولكن نحنُ سُخِّرنا وانتم فيها خُلِّفتُم
لهذا الأمرِ هُيّئنا ولتعمير هُيّئتُم
فكنا في خصائصنا خلافاً عن خصائصكم
من الأحجامِ للأُذُنين للعينين شتيٰ في خصائصهم
أرؤيةُ نملةٍ صُغريٰ كرؤيةِ ما في أعيُنِكمْ؟!
أثعلبُ إن بديٰ سَمعاً كسمعٍ في مَسامعِكمْ؟!
حَواسٌ تعلو أو تدنو و شرِسٌ أو مُآنسِكُم
وكلٌ منا يخدمكُم وإن قَصُرَت مدارككُم
ففي صيدٍ وفي سِلمٍ نَصونُ بقاء بيئتكم
تَقولوا الصيدَ تمويهاً ! فكيف بحالِ سَارِقِكمْ ؟!
تَقولوا تدني أفهامٍ إذا طعنا أوامركمْ
فكيف عيبدَكُم قِدَماً ببطشٍ كيف خادِمَكُمْ
رويداً إننا نفهم وندركُ من مشاعركم
وهدفُ حياتنا يبقيٰ بعيداً عن مسالِكَكُمْ
ولكن كلنا نؤمن بمن في الأرض أنزلكُم
نسبحُ دون تكلِفٍ لِباعِثنا وباعثكُمْ
هو الرزاق يُطعِمنا ويسقِينا ويرزقكم