الخروج من عنق الزجاجة،،،،،
بقلم عبير جلال
طفولة ساحرة وأيام ساخرة وحكايات يكتبها القدر بأنامله
وخيوط تحركنا كعرائس ،
تلك الحياة تمر بدون أن ندري تنساب من بين جفوننا بسرعة البرق،
تمر بسرعة جنونية بدون أي سابق إنذار،
تنظر في المرآة طفلة جميلة ساحرة
تحمل على شفاهها إبتسامة الأمل المنتظر
تمر مرحل الطفولة بكل براءة وبحب ويسر وجمال في التعامل،برغم قسوة الأهل في بعض الأحيان لتعلم والخوف لاغير،
تمر الأيام تتبعها السنين وتنظر الطفلة في المرآة ،فجأة تحولت لشابة سبحان الخالق الوهاب ،جمال هادئ، صاحبة إبتسامة هادئة ساحرة ،لديها الغموض والسحر في نظراتها، خدودها زهور بستان تتفتح بلونها الوردي ، رموشها سهام فتاكة لكل من ينظر في عيونها،،
صاحبة قوام رشيقة كالغزال ،،شعرها الحريري ستائر ليلية منسدلة على كتفيها
تمر فترات الشباب بأجمل وأرق اللحظات ،قصة حب تتفتح بين حنايا الفؤاد، لحظات تدمع العين من جمالها، أحاديت يهواها القلب،لمسات تستهوي الروح،
إنه عمر الشباب كله طاقة ورونق وحب وتعلق،
شابة في مقتبل العمر تحاول إثبات لذاتها،تحاول بجهودها الإلتحاق بعمل تحقق به ذاتها،لتستقل بحياتها ،لتكون هي بدون اللجوء لإستناد على أي انسان،،
طموح الملكات يصل لعنان السماء
وخلال تحقيق بداية الحلم،
يظهر في الأفق عشرات الرجال ممكن يتمنوا الفوز بقلب الشابة رائعة الجمال،
وتحت إلحاح الأهل توافق على إختيار الأهل،وتعلق الأنوار وتوزع الحلوي وتقام الأفراح فقد وافقت الشابة الجميلة على الزواج،
تعالت الزغاريد وتجمع الأهل والجيران في عليها الرائع،
وكتب الكتاب وأصبحت زوجة بين ليلة وضحاها،ومن داخلها ترفض ذلك الواقع المفروض عليها،
تمر الأيام بين الرفض والقبول
بين تقبل فكرة الإرتباط ورفضها،
وفي النهاية ترفض الإرتباط ،وتطلب الإنفصال قرار صعب في هذا السن،
ولكنها هي من ستعيش تلك الحياة
قررت الإنفصال قبل بدأ تلك الحياة
رضخ الأهل لقرار الإنفصال،
قبل ليلة الزفاف بقليل،
إنتهت القصة قبل بدئها،
عاشت الفتاة الجميلة حياتها بكل حرية تحاول أن تبني حياتها مرة أخرى،،إلتحقت بوظيفة لتحقيق ذاتها،
تمر الأيام وتلحق بها السنين،وينمو عملها وتلتحق بعمل أخري وتكبر وتلحق بها الترقيات،
وفي خلال تلك الأحداث يتسلل الحب لقلبها،وتتعلق بشاب أكبر منها سنا،وبرغم فارق السن وظروفه العائلية إلا إنها تعلقت به،
تقدم لطلب يدها من أهلها،
وتم رفضه إلا إنها صممت على الإرتباط به،
وأمام إصرارها تنازل الأهل عن الرفض وقرروا الموافقة على الإرتباط،
علقت الزينات مرة أخري وتعالت الزغاريد وحضر المدعوين الفرح ،فقد كانت سهرة رائعة،
ليلة زفاف يتحاكى بها الزمان،
إنتقلت للحياة مع زوجها لبلدته ،لسكنه البعيد عن أسرتها،
عاشت معه أيام وتحولت الأيام لسنين،وأصبحت تعيش تحت سيطرته الأنفاس بحساب،
حتى مكالمتها مع أهلها بحساب،
الخروج ممنوع إلا معه،
حياة أشبه بالسجن ،سجن بأسم حب،
تحملت الكثير من الإهانات والغطرسة في التعامل، تحملت الكثير والكثير،فقد كانت خادمه لأمه المريضة،تلك الشابة الجميلة وحيدة أبويها، تعامل معاملة ماأقساها من معاملة،
برغم ذلك صبرت وتجرعت الإهانات ولعل الأمور تستقيم،
حرمت من السفر لأهلها،وإن وافق على سفرها يكون معها ويتعالى عليها وعلى أهلها،
تحملت الكثير ولم تتنفس أو تشتكي،
حتى جاءت الطامة الكبرى
توفت أم الزوج،
تحول زوجها لموحش كاسر،
ورفع عنه برقع الحياء والأخلاق،تحول لإنسان تحولت الحياة معه لجحيم،
إستجمعت قوتها وهربت منه لكنف أهلها،لعلها تجد الأمان ي أحضانه،
صممت على الطلاق ،
بدون رجعه تركت كل ما تملك ورائها
ملابسها ومدخراتها ذهبها،
هربت بعمرها،
لقد إكتشفت بعد وقت قصير من الزواج إنها تتعامل مع إنسان مريض نفسي ولكنها تحملت لإنه كان إختيارها،
تحت إلحاح الأهل تم الإنفصال بعض أبرته وتركت له كل ما تملك حتى مؤخر الصداق
أخيرا تنفست الصعداء،
أخيرا سوف تعيش حرة بعد سنين قضتها في سجن مع إنسان مريض نفسي
تلك الفتاة الجميلة تحملت الكثير والكثير من الحياة،
تحملت بقلب مثابر حمول لكل المآسي،
حاولت أن تعود لعملها مرة أخري لتعيش حياتها التي تريدها هي،
ولكن المجتمع الأن ينظر لها نظرة المطلقة،
ليس من حقها الحرية الكاملة،
ذلك المجتمع المريض،
يطالبها بالمكوث في بيت أهلها مرة أخرى،أو الزواج مرة أخري
سؤال أطرحه في النهاية،
ألا يحق لتلك الفتاة أن تعيش حرة في ذلك المجتمع البائس ذو النظرة الضيقة،
أن البنت لها بيت أهلها او بيت زوجها،
ألا يحق لها أن تخرج من عنق الزجاجة لتعيش حياتها في الحدود التي تضعها هي لنفسها،
هل المجتمع مريض ويستحق العلاج
أم أنها لا تستحق الحياة حرة،،،،
٢٨/١١/١٩