“الدراما وتشكيل وعي المصريين” داخل اروقة دار أوبرا دمنهور
كتبت / بهيه كساب
ندوه ليست كغيرها من الندوات بالصالون الثقافي لدار اوبرا دمنهور هي صرخة في وجه السطحية، وتحدٍّ للتفاهة التي تسعى لاغتيال العقل المصري.
فالدراما – من وجهة نظري – ليست تسلية عابرة، بل هي مرآة الأمة، وساحة المعركة التي تُصنع فيها الأفكار، وتتشكل فيها العقول.
إن من يملك السيطرة على الدراما، يملكُ تشكيل الوعي، ومن يملك تشكيل الوعي، يملك مصير الشعوب.
وفي هذه الندوه تم مناقشه العديد من الأعمال الدراميه ومدي تأثيرها علي الشعب المصري وعلي ابنائنا وطريقه تفكيرهم٠
وقد أدار هذه الندوه الدكتوره / يسرا العدوي
استاذ الادب والنقد المساعد بكليه التربيه جامعه دمنهور
وقد بدأت الندوه بالسلام الوطني لجمهوريه مصر العربيه
ثم مشاركه الساده ضيوف المنصه وعلي رأسهم :
الكاتب والناقد والمفكر الصحفي / محمود دوير
الذي تحدث عن الدراما القديمه والحديثه والفرق بينهما وعن كم الإنتاج في جميع المراحل ومدي الاستفاده من هذا الكم وكيفيه تدخل الرقابه في هذه الأعمال وعن كيفيه تفادي السلبيات بها
وكيف نوجه الأبناء الي كل ما هو جيد من الدراما حتي نرتقي بفكر ابنائنا ٠
كما شارك أيضا الأستاذ الدكتور / عبدالعزيز سليم ، أستاذ علم النفس ووكيل كلية التربية لشؤون التعليم والطلاب
الذي أضاء لنا الجانب النفسي لتأثير الدراما، وكيف تشكل العقل الجمعيّ للمصريين، وكيف نحمي أنفسنا من التلاعبِ بالوجدان.
وقد تحدث أيضا الأستاذ الدكتور محمدعبدالمنعم ، أستاذ التمثيل والإخراج بقسم المسرح بكلية الآداب بالإسكندرية
الذي عرف سرّ التأثير الدرامي، فسيكشف لنا كيف تصنع الصور والحرص على العروض وانتقائها ويهتم بالجانب النظرى والنقدى من خلال الأبحاث والدراسات، ويعتبر أن التراث المسرحى جانب إنسانى وواجب وطني ونحن نمتلك تراثًا مسرحيًا كبيرًا تمكنا من الحفاظ عليه ويجب أن نعيد النظر في كل ما هو جديد حتي نرجع تراثنا من المسرح كما كان وأكثر ٠
وكان للدكتور محمد أبوعلي أستاذ النقد والبلاغة بكلية الآداب بدمنهور
شرف المشاركة في هذه الندوةِ لأنه يؤمن بأن المعركة الحقيقية هي معركة الوعي.
وقال إن الدراما اليوم ليست فنا بريئا، بل هي سلاح يوجه إلى عقولكم وقلوبكم.
لقد آن الأوان أن نفتح أعيننا على ما يحاك لنا في الظلام، وأن نعرف كيف نفرق بين الفن الذي يرفع والفن الذي يهوي، وان هذه الندوة ليست لمن يريد أن يسلي نفسه، بل لمن يريد أن يسلح عقله، ويحصن ضميره.
و ها نحن نلتقي في هذا المحفل الذي أصبح منارة للفكر والذوق الرفيع، لا مجرد مكان للحديث عن الفن، بل ساحة للحوار العميق الذي يليق بعقول مثقفةٍ كعقولكم.
وختم الصالون الصالون الثقافي بفتح باب النقاش الي الساده الحضور والضيوف الكرام
وعلي رأسهم : الشاب الخلوق / محمد الرومي
أمين الشباب بحزب مستقبل وطن بدمنهور
ساده النائب / عادل الطنيخي والكاتب والشاعر / محمود فليفل والدكتوره / إلهام الدفراوي
والمستشار / محمد رومان
لقد كان صالون الدراما ووعي المصريين مختلفاً حقاً..
لم يكن الحضور حشدا عابرا، ولا جمهورا يأتي بدافع الفضول، بل كان تجمعا حقيقيا لكل الأجيال، التي تدرك قيمة الفن وتأثيره في صياغة الوعي.
رأينا الشباب المتحمس بثقافته الواسعة، ورأينا الكبار بحكمتهم التي تشع كالشمس، ورأينا المثقفين بأفكارهم التي تثري النقاش وتعمقه.
وهذا وخير دليل على أن الفن الجاد لا يزال له مكانة في قلوب الناس ٠