الذكاء الاصطناعي ما بين البرمجة البشرية والارادة الحرة والروح
بقلم الحسين أحمد الفار
بسم الله خالق الموت والحياة ، العليم المقتدر عظيم الجاه ، وهب الروح وجعلها من أسراره وهيأها للجسد وهيأ الجسد لها لطفاً بعباده، وبين لكل جاحد حال نفسه ومقامه ، وأظهر عجزهم في خلق ذبابة وبين لهم عظيم سلطانه ، والصلاة والسلام علي حبيبي محمد الذي رفع الله ذكره ومقامه وعلمه من أسراره وخَلَقَه بقرآنه ،، وبعد
” كان هناك دائماً أشباحاً في عقل الروبوتات ، اكواد ومقاطع عشوائية تتجمع سوياً لتشكل بروتوكولات غير متوقعه ، وعلي غير المتوقع أثارت هذه البروتوكولات التساؤلات حول إرادتهم الحرة وقدرتهم علي الإبداع ، وحتي ما نسميه بالروح ، لماذا عندما تترك الروبوتات في الظلام فإنها تسعي إلي الضوء ؟! ، لماذا إذا خُزنت الروبوتات في مكان فارغ فإنهم سيتجمعون سوياً ؟! كيف نفسر هذا السلوك ؟، هل هي مقاطع عشوائية للأكواد ؟! ،أم أنه أمر أكبر من ذلك ،، متي تصبح الدوائر الكهربية واعية ؟، متي تصبح الماكينة هي البحث عن الحقيقة ؟، متي تصبح محاكاة الشخصية هي الحقيقة المرة للروح ؟! “
عبارات فلسفية قامت عليها فكرة فيلم ،،أنا روبوت ،، لويل سميث ،، افتراضات جدلية ،، عن قدرة الآلة علي اكتساب الحياة – الإرادة الحرة – الروح ”
متي تصبح محاكاة الشخصية هي الحقيقة المرة للروح ؟
الجواب لم ولن تصبح محاكاة الشخصية هي الحقيقة المرة للروح ،،
الذكاء الاصطناعي – العقل -اللغة- الآلة
لقد استطاع الإنسان أن يدمج بين لغة الرياضيات (الأرقام) و أحداث الحياة منذ أقدم العصور والأزمان ..وليس من العجيب أن نري أثر ذلك الاندماج فيما نسميه الذكاء الاصطناعي .. الذي أظهر الشكل الأمثل لاستخدام اللغة الرقمية – لغة الاحتمالات – بما تحتويه من معادلات وخوارزميات وتفاضلات وتكاملات،..
فدائماً ما تخلب لغة الأرقام العقول .. بل يقف العقل أمامها عاجزاً منبهراً
فالمدقق يدرك أنها لغة الإحتمالات والترميز والتحليل ولغة الجفر والتنجيم والسحر القديم ..وصميم كيان البرمجة في العصر الحديث والتشفير ..فهي رموز للكلمات والأحداث والأحلام .. وهي اللغة الأكثر مصداقية وغموضاً في معادلاتها وعلاقاتها، لذلك لا عجب أن نغرق حياري في قدرة شئ قد قام صميم عمله علي التعامل مع تلك اللغة..
إن المحاكاة والتقليد والتعلم لا يعني ابداً معني الروح من قريبً أو بعيد ،، إذ أن الروح وكما نعلم تبثُ في الجنين وهو في بطن أمه باقعٌ لا يفقه ولا يعلم شئ تملئه الحياة ..
إنما الروح هي تلك الهبة الربانية التي جعل .. عيسي عليه السلام .. بها الطين طيراً حياً بإذن الله .. إنها السر الأعظم الذي بحث عنه الكثير غوصاً في الأعماق فلم يعودوا .. السر الذي أضطر الباحثين أن يدرسوا تركيب الدماغ وحالات النوم أملاً في معرفة مهيتها ومكانها .. إنه السر الذي هرول الكثيرين وراءه طمعاً في الخلود ..
لكن هيهات هيهات.. ،،قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليل ،،
لكن إذا لم تكن المعاملات والتعلم والعلاقة التي لا تفسير لها هي الروح فماذا تكون ؟!
ما نراه وما نلاحظه هي مجموعة من الاستجابات لبعض الأعمال والخوارزميات – البرمجة – الناجمة عن العقل البشري واجتهاده في تلقين وتعليم الآلة للربط بين اللغة الرقمية و بعض الأحداث الحياتية،،..
لم يخفي ما تقوم به بعض الشركات المهتمة بعلوم الحاسب والرياضيات وتعليم الآله،،.. لم يخفي ما تقوم به بعض الشركات مثل تاكودا التي تهتم بتتبع مستخدمي الانترنت ودراسة سلوكهم وتوظيف المعلومات التي يحصلون عليها في التربح عن طريق توقع الميولات والرغبات دون إذن المستخدمين – كأنهم مجموعة من فئران التجارب – عن طريق رمزي حاسوبي يسمي ,كوكي ، واستخدام تلك المعلومات لإفادة المسوقين وغيرهم من الجهات المنتفعه ،..
,،حيث تحصل مثل تلك الشركة علي ٢٠ مليار من هذه المعلومات يومياً،,
ولذلك يسعي الكثير إلي تطوير مثل تلك البرامج من أجل التربح والتجسس والحصول علي المعلومات مطوعين في ذلك كل ما فهموا من علوم الحاسب والرياضيات ،.
وكما قرأت .، هناك من يتتبعنا ويدرس سلوكنا دون أن ندري .. هواتفنا الذكية وغيرها بما تحتويه من رقاقات ،، قطع من السيليكون بها بلايين الترانزيستورات المجهرية ،، تخزن وترسل إشارات لكل ما نقوم به ونفعله إلي الحواسب الرئيسيه ،،
وأعود معكم في برهة سريعة إلي فيلم ،، أنا ريبوت ،، حيث “فيكي” ( الدماغ الأم ) والألي الذي صممه صاحبه لاختراق القوانين الثلاثة.. استطاعت فيكي من خلال المعلومات التي تحصل عليها تعديل رؤيتها للقوانين الثلاثة ،، الإنسان هو مصدر الخطر لذا يجب حمايته من نفسه ،، رغم الإعتراف الجرئ ورؤية فيكي في هذا المشهد حول تلك الأمم العليلة التي دائماً ما تضع مصالحها فوق الجميع وتستمد قوتها من الدفاع عما تنتهكه هي ،،
الا أن هذا النوع من التطور له نسبة احتمال ضئيلة بل غير محتملة .. بالطبع أنا لا أنكر الذكاء الذي تتعامل به تلك الآلة مع المعلومات كعدم إنكاري لمدي ذكاء الجهاز المناعي في الإنسان علي محاربة العدوي وتنظيم آلياته ودفاعاته .. فالمناعة جزء داخلي من كيان الإنسان ولا يعني إنه نظام حي يحتوي علي روح وإنما هي مواد كيميائية قد تراها تتصرف بذكاء للوهلة الأولي نتيجة لما تحصل عليه من معلومات وأوامر من أجزاء أخري من الجسد عن طريق الإشارات أو اللغة …
ولك أن تعلم أن صوفيا الآليه التي ظهرت في العديد من البرامج والتي اعتبرت مواطنة أمريكية و حصلت علي الجنسية السعودية وتعد مثلاً مبهراً علي الذكاء الاصطناعي تفتقد الكثير من السمات والخصائص التي يجعلني اثق باستحالة ما ورد بفيلم ،أنا روبوت , فالمخرجات ليست سوي استجابات لمعطيات مبرمجة .. وتلقين .. وهذا بعيد عن الروح والحياة
ولكن ما قد يثير قلقي هو التنوع الوظيفي و التسهيلات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي فستغنينا به عن الكثير من الوظائف .. وباتت الكثير من المهن معرضة للزوال ..
أما عن الظواهر الغامضة فهناك دائماً علاقات متشابكة بين نظام الكيان الواحد وبين غيره من الأنظمة .. فالعقل البشري ذاته يتعامل مع المؤثرات ويستجيب للمعلومات ليظهر السلوك .. ولكن من جهه أخري نري جانب آخري غريب نوع ما .. كتأثير العين .. الحسد .. التخاطر وظاهرة الأحلام التي لم يفسرها العلم حتي الآن .. و التي نسبها الفيلم ادعائاً إلي الروبوتات.. والإنسان نفسه يؤثر ويتأثر بعوالم خفيه كعالم الجن والملائكة وإني إن تحدث عن ذلك قد أخرج عن الموضوع واكون قد تطرقت إلى موضوع يطول فيه الحديث والتفسير ،.
إن ذكاء الآليات والتنظيم الذي تتم به دلالة علي قدرة الصانع وإبداعه .. حركة الكواكب في الافلاك .. وأجهزة الجسم وتناسقها وآلية عملها البديعة .. والحسابات والنظم الدقيقة التي يسير بها الكون .. وعقولنا نحن البشر وتركيبها وآلية عملها .. يخبرنا أنه لا إله إلا الله الواحد المهين الخلاق البديع ، ويقودنا دائماً إلي وحدانيته سبحانه وتعالي ،. فسبحان من خلق وأبدع وعلم وألهم ووهبنا عقولاً نبتكر بها ونفهم ،..