الرعاية متساوية
فاطمة عبد العزيز
لقد كان من سمات أهل الجاهلية انهم يفضلون الذكر على الأنثى، إلا أن الإسلام يرفض ذلك حيث لا ينبغي تفضيل الإناث على الذكور، كما لا يصح تفضيل الذكور على الإناث.
وقد أشار إلي ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، فلا يفضل الإناث على الذكور ولا الذكور على الإناث، وإنما يعدل بين الجميع.
وقد كان السلف رحمهم الله يعدلون بين الأولاد حتى في القُبلة، فلو قبل هذا رجع وقبل هذا، حتى لا ينشأ الأولاد وبينهم الحقد، كما حدث بين يوسف وإخوته، لأنهم قالوا: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف:٨].
لذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة في التصرفات والأعمال على تفضيل ولدٍ على ولد، وإنما يكون كلٌ منهما على تقوى الله عز وجل، فيجب أن يحسنوا إلى الجميع، سواءً كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوي، أو الجانب الحسي المادي، فإذا أعطى الابن شيئاً، يعطي الأنثى كذلك.
أيضا ينبغي إذا كانوا يحبُّون أحد الابناء أكثر من غيره أن يخفوا ذلك ما أمكن، وأن لا يفضِّلوه بما يقتضيه الحب من إيثار بشيء من الأشياء، حيث ينبغي على الوالد والوالدة أن يراعيا أحاسيس ومشاعر أولادهم، فلا يحاول الوالد أن يميل إلى ولدٍ أكثر من الآخر أثناء الحديث، أو يمازحه ويباسطهُ أكثر من الآخر، وإنما يراعي العدل في جميع ما يكون منه من التصرفات لمكان الغيرة.
فيجب على الوالدين أن يتقيا الله في أبنائهما ويعدلا بينهم في كل شيء من التعامل وغيره، كما أنه من الناحية الأخرى يجب على الأبناء أن يصبروا ويتجاوزا و يداوموا على البر، وننوه إلى أن الابن ليس موكلًا في محاسبة والديه، فجزاؤهم وحسابهم على الله، ويكون الابن هنا في هذا الوضع في بلاء وامتحان من الخالق، إن صبر عليه يكون له الأجر والثواب وإن لم يفعل ذلك فقد ضيع على نفسه ثوابًا كبيرًا.