الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمة الله عليه
كتبت: فريدة الموجى
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ولد عام ١٩٢٧ بقرية المراعزة التابعة لأرمنت فى قنا، وألحقه أبوه بكتَّاب الشيخ الأمير بأرمنت.
ولما توسمه فيه الشيخ من فطنة ونبوغ وسرعة استيعاب عنى به، وحفظ القرآن وقرر أبوه إرساله إلى طنطا للمسجد الأحمدى ليتلقى علوم القرآن والتلاوات السبع على يد الشيخ محمد سليم.
وقبل السفر بيوم واحد كان الشيخ محمد سليم نفسه قد حط الرحال بأرمنت مدرساً للقراءات بالمعهد الدينى، وأنشأ له أهل أرمنت جمعية بأصفون المطاعنة لتحفيظ القرآن وتعليم علومه وقراءاته، وعلى يديه راجع شيخنا القرآن كله..
ولما بلغ الثانية عشرة انهالت عليه الدعوات من مدن وقرى قنا واتسعت شهرته فى الصعيد غير أن شهرته الحقيقية بدأت فى القاهرة التى نزل بها فى ١٩٥٠ فى سياق الاحتفال بمولد السيدة زينب، وكان هذا الاحتفال بداية بزوغ نجمه وكان أحد أقارب الشيخ استأذن القائمين على الاحتفالية أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فقط فأذنوا له، وقام إمام المسجد وقتها «على سبيع» بتقديمه للتلاوة قائلا للحضور أقدم لكم قارئا من الصعيد.
وما إن استغرق فى التلاوة حتى عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذى تجاسر، وجلس مكان كبار القراء، وما هى إلا لحظات حتى استحال السكون إلى ضجيج وصيحات استحسان، وبدلاً من العشر دقائق المقررة امتدت تلاوة الشيخ الصغير إلى أكثر من ساعتين نزولا على رغبة الحاضرين.
تقدم الشيخ إلى الإذاعة فى ١٩٥١ بتشجيع من الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية، واعتمد قارئا وذاع صيته وصار يتلو مساء كل سبت فى الإذاعة.
وفى ١٩٥٢ تم اختياره قارئا فى مسجد الإمام الشافعى، ثم مسجد الحسين بدءا من ١٩٥٨.
وكان للشيخ الفضل فى إنشاء نقابة لمحفظى القرآن الكريم.
كما انتخب كأول نقيب للقراء عام ١٩٨٤ حتى لقى ربه فى يوم ٣٠ /11/ ١٩٨٨.
وكان الشيخ قد طاف بكل البلدان العربية والكثير من البلاد الإسلامية والأوروبية والأمريكتين، وكان يستقبل استقبالا رسمياً وشعبياً، وحظى بالكثير من مظاهر التقدير عربياً ودولياً، فنال وسام الاستحقاق السورى ووسام ماليزيا الذهبى ووسام الأرز اللبنانى ووساماً من السنغال وآخر من المغرب، وآخر الأوسمة التى حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس مبارك عام ١٩٩٠.