الصراع على السلطة كارثة
كتب/محمد عبد المجيد خضر
إخواني وابناء وطني العزيز مصر انني احترق حزنا وقلبي يقطر دما على ليبيا والشعب الليبي الشقيق، الذي تعرض لكارثة إنسانية رهيبة حدثت لهم ومازالت توابعها تأتي على التوالي وذلك بما كسبت ايديهم هم وليس أحدا آخر.
فقد بدأت الكارثة بإنذار بان هناك عاصفة قادمة لشواطئ المنطقة، سوف تطال اليونان وقبرص وليبيا ومصر، فلم تلقى من الليبيين اي اهتمام!؟ ولم يتم اي استعداد للتصدي لهذا الاعصار، لماذا؟!!!!،لأن السادة الحاكمين مزقوا ليبيا وقسموا اراضيها وشعبها، ونهبوا خيراتها لمصالح شخصية دنيئة بلا خجل ولا وجل ولا انتماء، فرطوا في كل شئ وجلبوا كل في مكانه ميليشيات غريبة عن المنطقة لحماية كراسيهم لتمكينهم من الحصول على المنافع.
ففي سابقة لم تحدث في التاريخ!!، ان تنتهي مده صلاحية حكومة ويصر رئيس هذه الحكومة على ان لا يترك منصبه، ويستمر رغم انف الليبيين متحصنا بميليشيات وعزوة قبلية وكأنها معركة بين بلطجية، وصرف واغدق على هؤلاء المرتزقة من ثروات ليبيا والشعب الليبي، ولم يلقي بالا للبنية التحتية إطلاقًا ثم يتنصل من المسئولية بعد وقوع الكارثة، هذا الرجل عبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء السابق المنتهية ولايته، والمحتفظ بسلطاته عنوة وهو يعتبر غير دستوري.
ورغم ذلك فان قوى الشر العظمى تغاضت عنه بل شجعته، برأس حربة الخدمات القذرة في المنطقة وهي دولة تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي ايده وارسل اليه ميليشيات مرتزقة من السوريين وغيرهم، ممن فقدوا الأرزاق في بلادهم فاحترفوا القتل بأجر حسب الطلب!؟!؟، وساندوه سياسيا كما فعلوا مع فايز السراج من قبل وحيث بدأ الخراب بالسراج واكمله الدبيبة!؟رحمتك يارب.
على الجانب الآخر هناك البرلمان الليبي برئيسه عقيلة صالح والنواب ومعهم مجلس الرئاسة حيث يشكلون جبهة ضد الدبيبة، ويدعون ان الشرعية لهم وشكلوا وزارة بقيادة فتحي باشآغا، ظنا منهم بانه رجل قوي ولديه من الاسباب يا يؤهله للتصدي للحكومة الغير شرعية برئاسة الدبيبة، لكن للأسف الشديد فشل فتحي باشآغا في المهمة وتمت اقالته والاستعاضة عنه بحكومة اخرى!!!؟.
ومازال الصراع على السلطة على قدم وساق والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي تقف متفرجة بل ومنشرحة الصدر، لان الخلاف هذا في صالح القوى العظمى التي تبحث عن الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا المنطقة العربية.
فتخيل عزيزي القارئ الانتفاضة القوية من فرنسا عند انقلاب النيجر، والوقوف متأهبين للتدخل العسكري لاعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل حجز الرئيس السابق وايداعه رهين الاقامة الجبرية، فقط لان النيجر لديها اليورانيوم الذي كان يتم نهبه منها وان ذلك مهم جدا للحياة اليومية للشعب الفرنسي، لم يقدموا اي نفع لأصحاب اليورانيوم؟! لكن حين تم استعادة الحق ثارت قوى الشر عليهم، وهناك ايضا تسع انقلابات اخرى حدثت في افريقيا آخرها الغابون، الا ان ذلك لم يخلق حكومتين وشعبين وصراع على السلطة كما يحدث في ليبيا.
المهم ايها السادة ان المتناحرين في ليبيا تركوا ما يجب الاهتمام به من صيانة البنية التحتية، واقامة ما يلزم من مشاريع لحماية البلاد والحفاظ على امنها وامانها وحياة الشعب الليبي، رغم توفر الامكانات المادية جدا !! لان ليبيا بلد غني جدا لكن ابتلاه الله بمن لا يقدر النعمة، فتركوا السدود بلا صيانة حتى ارسل الله اعصارا هدم السدود، وفاضت المياه من البحر فاغرقت المدن وقتلت في طريقها بشرا كثيرا، ومصابين بالآلاف وذلك لم يحرك ضمائر هؤلاء المتصارعين على السلطة، بل تسابقوا بالتنصل من المسئولية وبالقاء التهم على بعضهم البعض، وغرقت ليبيا وتشرد كثيرا من مواطنيها والسبب ان الكل يبحث عن مطامع ومصالح شخصية تمكنه من نهب الثروات، بصرف النظر عن مصالح الدولة الليبية وشعبها.
لذلك فانني اطالب المحكمة الدولية بالقبض على كل من خالف الدستور وتسبب في كارثة الإعصار الذي دمر ليبيا، وافزع الشعب الليبي وعرضه لخطر لم يتوقعه، ومراجعة حسابات الفريقين المتناحرين على السلطة، فيما تم التصرف فيه من اموال الشعب الليبي ومحاكمتهم محاكمات علنية ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يتسببون في خراب الاوطان!!!؟مع العلم بانني اشك في ان يحدث ذلك لان من يستطيع عمل هذا لم يتضرر ولم يشعر بآلام الشعوب حقيقة كما ورد بقوانينهم الدولية!!!!!؟.
وهنا نلفت انتباه المتكالبون على السلطة لرئاسة مصر بلدنا العزيزة، يجب ان تعترفوا بمن هو اصلح لهذه المهمة واتركوا فزاعة حكم العسكر، فقد اثبتوا انهم هم الاصلح وهم منا ونحن منهم، ولا تتبعوا افكار من لا يريد الخير لنا، وأتركوا عنكم الخطب الرنانة والعنترية الهشة بلا خلفية ولا قدرة حقيقية، وخدمة لكل حاقد خارجي!!، ضد مصر ورئيس مصر فان الفرقة هي سبب خراب البلاد والعباد وهدم الأوطان، والغريب عمره ما كان حبيب هو يتخذ منكم معاول للهدم، فلا تنحرفوا خلف ما يقدمونه لكم من الدولارات السامة، مهما كثر عددها لان النتيجة خراب يلحق بكم انتم قبلنا والله من وراء القصد وخذوا العبرة ممن كان قبلكم عصوا الله فاذاقهم بعضًا من العقاب فانتبهوا ايها السادة.