الصمت العالمي المهين
بقلم محمد عناني
إن ما نراه ويراه الجميع من صمت رهيب فاضح ومهين للعالم أجمع تجاه ما يحدث في فلسطين الحبيبة لهو وصمة عار في جبين العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان بل هي جريمة شنعاء في حقه تستوجب الحساب والمعاقبة لكل ما شارك فيها أو دعمها أو أيد من قام بها أو صمت عن محاولة إيقافها أو قول الحق ومناصرة الأبرياء المظلومين .
أين المؤسسات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات وأين الدول التي تدعي أنها راعية الديمقراطية وأين الدساتير والشرائع والقوانين التي صيغت وبالآلاف وفي ظاهرها تهدف لحماية حقوق الإنسان وكرامته وحريته وأين المدافعون عنها والمتشدقون بها أم أنها وضعت خصيصاً لعالمنا العربي والإسلامي للقضاء عليه وتفتيته وتقطيع أوصاله .
وأبسط دليل على ذلك ما قامت به الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها المختلفة وبتأييد غالبية دولها حيال ما حدث في أوكرانيا من إستنفار وشحذ القوى والجهود وشتى الإمكانيات وفي وقت قياسي لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمم المتحدة بإعتبار أوكرانيا ضحية تم مهاجمتها وإحتلال أراضيها ووجب نصرتها ودعمها ليس فقط بالدعم المادي وأحدث الأسلحة بل أيضا سلق العديد والعديد من تشريعات وقوانين وصور شتي للعقوبات والحظرلمن قام بالتعدي على أوكرانيا ،
وما أكد ذلك لدرجة اليقين ما فعلته معظم دول العالم الغربي دُعاة الديمقراطية حينما تم قتل حفنة من الصهاينة المحتلين الغاصبين أن قامت الدنيا ولم تقعد وأصبح المُحتل هو الضحية وهب الجميع لنصرته ودعمه وتأييده للقضاء على من فعل ذلك وقلبوا الموازين وتناسوا أصل القصة والقضية وهي إحتلال أرض الغير بالقوة وتناسوا أيضاً ما وضعوه من دساتير وشرائع وقوانين تبيح وتكفل حق مقاومة المُحتل بشتي الطرق والسبل المتاحة وطالما أن إسرائيل كيان إحتلال تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء في التعدي على الفلسطينين وسلبهم أبسط حقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة بعد سلب وطنهم قطعة قطعة وإنتهاك حرماتهم ومقدساتهم ومحاولة إزلالاهم والتضيق عليهم فرض عليهم واجب وضرورة مقاومة المُحتل .
وبدلا من أن تقوم المنظمات الدولية بدورها المنوط بها والذي أُسست لأجله بحل القضية الفلسطينية التي دامت لاكثر من 75 عاما وإعادة الحق المسلوب لإصحابه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدودها التي أعترف بها العالم أجمع إلا أن ما حدث هو الصمت الرهيب المذل والمخزى من شتى دول العالم الغربي وكأن ما يراه من قتل يومي لآلاف الأطفال والنساء والشيوخ وما يراه من هدم لآحياء بأكملها في غزة لا يشغله ولا يحرك له جفن وكان ما يشغله فقط هو قتلى الصهاينة المحتلين .
لك الله يافلسطين سبحانه هو نعم الناصر والمعين بعد أن نجح الغرب والعدو الصهيوني في إضعاف وتفكيك وتفتيت معظم دولنا العربية وزرع التناحر والفتنة بين أبنائه بشعارات رنانة كاذبة مزيفة بدعوى الحرية والديمقراطية وما هى إلا قنابل لتقتيت أوطاننا ليتمكن عدونا الصهيوني من تحقيق أهدافه من النيل إلى الفرات وليتنا نستفيق من ثباتنا وننهض من كبوتنا ويعي أبناؤنا الدرس والتجربة المريرة القاسية فليس النصر على الأعداء سوى بالإتحاد ونبذ الفرقة ففيه القوة لعدو لا يعرف سوى لغة ا
لقوة .