الطلاق ظاهرة أصبحت تهدد استقرار المجتمع يلجأ البعض للطلاق لظنه استحالة العشرة
لا يوجد شريك حياة بلا عيوب ولا توجد أسرة بلا مشاكل لكن هناك اسر تجيد إخفاء تلك المشاكل عن عيون الآخرين وهناك اسر تتأقلم مع تلك العيوب والمشاكل.
تبدأ مشكلة الطلاق مع ترك الزوجة منزل الزوجية ويلعب العناد دور رئيسي في تكبير المشكلة ومع تبادل الاتهامات وتدخل الأهل والجيران تصبح العودة مستحيلة ويحمل الطرفان كرامته على طرف انفه لا يريد أن يرى نفسه صغيرا في عين الآخرين ولا يريد أن يرفع الراية البيضاء قد يكون الطلاق الحل الأسلم لكن غالبا تبدأ معه رحلة الضياع ليس للأبناء فقط لكن لكلا الطرفين خاصة مع وجود أطفال تدفع ثمن سوء الاختيار سواء كان هذا الاختيار زواج أو طلاق فيظل الابن ممزق نفسيا بين والدين كلا منهما ذهب في طريق حتى وان كان له حرية زيارة الطرف الأخر.
البعض يستخدم العنف للتعبير عن غضبه فينقلب الأمر في بعض الأحيان إلى جريمة تصل إلى حد القتل نفسه سواء خطأ أو مع سبق الإصرار والترصد عندها وفي لحظة واحدة يفقد الأبناء الوالدين معا!
ومنهم من يلجأ إلى المحاكم ويخصص للقضية ميزانية كانت كفيلة بحل العديد من مشاكل الأسرة أما من يظنون أنفسهم يفارقون بالمعروف ويظنون أنهم سوف ينعمون بالحرية فقد يجدون تلك الحرية سرابا لهثوا خلفه ودمرا عشا تعبوا في بناءه وتأسيسه يوما.
علينا التحلي بالصبر وان نتذكر قول الله تعالى (وبشر الصابرين) وقوله تعالى ( والله يحب المحسنين)
المرأة في معظم الأحيان رمانة الميزان في الأسرة وقد قال عنها الأجداد في أمثالنا الشعبية الأم بتعشش فاستقرار الأسرة نابع من صبر الأم هذا الكائن الذي تحمل مشاقة الحمل والولادة والرضاعة تلك الحالة التي وصفها الله سبحانه وتعالى مرة أنها ( وهنا على وهن ) ومرة أنها (حملته كرها ووضعته كرها) فإذا كان هذا قول الله تعالى فما بالك تسخر من ألام زوجتك أيها الزوج؟! عليك أن تحتويها و تشعرها بالتقدير وتغمرها بالحنان فقد تركت بيت أهلها بعد أن وثقت أنها سوف تجد عندك العوض عن حبهم وحنانهم.
وأمام صبر زوجتك على عيوبك وما يصادفكما من مشاكل فإن عليك ألا تراهن كثيرا على هذا الصبر فالضغط يولد الانفجار واتقي شر الحليم إذا غضب.
الزواج رباط مقدس علينا أن نتحمل ونصبر ونطلب الأجر من الله فخراب البيوت نادرا ما يأتي مكسب من وراءه علينا أن نتعلم ونعلم أبنائنا الصبر و التضحية وتحمل الطرف الأخر, تخلو عن الأنانية لنجعل بيننا شعرة معاوية الحياة ليست دائما بستان زهور فحتى الزهر لديه أشواك الحياة الزوجية تشبه امتحان علينا أن نجتازه وننجح فيه ولا نهرب من مواجهة مشاكلنا وتصور استحالة العشرة، وكما قال صديقي العزيز وأستاذي دكتور هابيل فهمي (ليحمل كل واحد فينا ممحاة يمحو بها أخطاء الطرف الأخر)