كتب : محمد الشويخ
ايا ما كانت الهيئة التى تجسد فيها النتر الخالق , فالمرحلة التالية هى ما يدعى بالرفع وظهور النون او البحر المحيط ثم الفصل بين السماء والأرض بفضل ارادة الخالق ثم يبدأ الطين والطمى الموجود فى النون فى التغالظ والتكاثف حتى يتم خلق ما يسمى التل الازلى او البن بن الهرمى الشكل الذى بنيت الاهرامات تجسيدا له واخذت رؤوس المسلات هيئته وشكله .
وعلى هذا التل او الهرم الأول استطاع الأله الوقوف والبدء فى عمليه الخلق مع تسلل اشعة الشمس هذا التل الاولى من الممكن النظر اليه على انه شكلا من اشكال الخلق ففى نظرية منف وهى احدى نظريات شرح نشاه الكون السبعة يشار الى الخالق ياللقب “تاتنن ” او الارض التى ترتفع وهى صورة واضحة لشعب كان يعيش وفقا لفيضان متكرر كل عام فعندما تبدا المياه فى التراجع يستيطع الفلاح ان يضع قدمه على ارض صلبة غير لزجة وبالتالى يستيطع البدء فى العمل فى الارض ورمى البذور واستكمال الدورة الزراعية الخالدة .
فى نصوص الاهرامات تخرج محيت ورت (السباحة العظيمه ) من الماء والنون (المحيط الازلى ) على هيئة بقرة بين قرنيها قرص الشمس نجد هذا الشكل الانثوى للنتر فى اسنا حيث المعودة نيت ايضا على هيئة بقرة تحث التل الازلى على البدء فى الخلق .
اما فى عصر الدولة الحديثة تظهر لدينا نظرية زهرة اللوتس التى تخرج من الطين والحمأة من الظلمات واللجة الاولى لترتفع لاعلى وفى نصوص الاهرام يظهر الملك المتوفى فى هيئة نفرتوم ويقال عنه :
” زهرة لوتس على انف رع الذى يشرق يوميا فى الافق لتتطهر الالهه برؤيته “
اما فى كتاب الموتى تتمثل الشمس بالرمز نفسه :
” انا زهرة لوتس خرجت من المحيط الاول “نون” ونوت هى امى “
وهو تمثيل قد لاقى نجاحا كبيرا على المستوى التصورى فقد ذكر يامبيليخوس ( عاش بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد ) وصفا مفصلا للاله الخالق وعلاقتة باللوتس فى كتابه ” اسرار مصر القديمة “:
” وجلس على زهرة لوتس وهذا يعنى علوه على الحمأة واستقصاؤه لاى اتصال بها ويشير الى سيادة فكرية فى السماوات العلى وفى الواقع كل اجزاء زهرة اللوتس وشكل اوراقها وثمراتها مستديرة “
وقد كان لدى المصريين مفهوم خاص وهو اذا كان العالم له بداية فمن الممكن ان تكون له نهاية وهنا نقرا كلمات اتوم التى تقوم بوصف هذه اللحظه العصيبة :
” سادمر كل ما خلقته ستعود الارض الى النون الى الماء الاول …..ستعود كما كانت منذ الازل …….انا الذى سابقى مع اوزير….. ساحول نفسى من جديد الى ثعبان لا يعرفه الآدمييون ولا تراه النترو “
