الفنان محمد عبد القدوس
أحد رواد السينما المصرية
دمياط / فريده الموجى
ولد في 3 أغسطس 1888
توفي في 15 يناير 1969 عن عمر يناهز ال 81 عامًا.
ممثل مصري عمل في عدد قليل من الأفلام بين عامي 1933 و 1959.
لم يتجاوز رصيده السينمائي غير 14 فيلما قدم خلالها عدة شخصيات لكن أشهرها كان مع العندليب عبدالحليم حافظ في فيلم ليالي الحب في شخصية (ممتاز شركس) الرجل صاحب الأصل التركي والذي غني له العندليب الاغنية الشهيرة ” ياسيدي أمرك .. أمرك يا سيدي .. ولاجل خاطرك خاطرك يا سيدي .. ” كما أنه لا ننساه مطلقا كلما شاهدنا فيلم ” سر طاقية الإخفاء ” في دور أبو عصفور مع عبدالمنعم ابراهيم وزهرة العلا وتوفيق الدقن .
عمل مهندسًا للطرق والكباري وتعرف على رائدة الصحافة المصرية الفنانة فاطمة اليوسف (روزاليوسف) ثم تزوجهاولم يبارك والده هذا الزواج وطرده من المنزل لأنه تزوج «مشخصاتية»، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً ثم تعرف على نجيب الريحاني وانضم لجمعية هواة التمثيل ثم اتجه للسينما لأول مرة 1932 في فيلم «الوردة البيضاء» مع محمد عبدالوهاب وسليمان نجيب.
محمد عبد القدوس انجب من زوجته «روزاليوسف» ابنه الوحيد الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، وبعدما انفصلا قرر ألا يتزوج بعدها وعاش أعزب يتنقل بين السينما والمسرح إلى أن عاد لوظيفته مرة أخرى.
من أفلامه أيضا : ثلاثة رجال وامرأة عام 1960 و” أنا حرة” عام 1959 في دور(حسين زايد) وفيلم ” آثار في الرمال” عام 1954 في دور (مشكال الطباخ) وفيلم ” العمر واحد” عام 1954 في دور (عامل في البار) وفيلم ” شريك حياتي” عام 1953 في دور (قنديل) وفيلم ” الهام ” عام 1950 في دور رضا بيه والد الهام وفيلم ” صاحبة الملاليم” عام 1949 في دور (والد كمال) وفيلم ” الهانم” عام 1947 وفيلم ” أحب البلدي” عام 1945 وفيلم ” رصاصة في القلب” عام 1944 في دور (خورشيد باشا) وفيلم ” يحيا الحب” عام 1938 وفيلم ” دموع الحب”عام 1935.
بتاريخ ٢٦ أبريل عام ١٩٢٦، نشرت مجلة المسرح٬ صورة تجمع الفنان محمد عبدالقدوس وحسين رياض تتوسطهما المسرحية ذائعة الصيت وقتها نعمات كمال، أرفقت المجلة بالصورة قصة كتبها محمد عبد القدوس فنان المسرح الكبير وقتها ووالد الروائي إحسان عبدالقدوس.
القصة كما نشرتها المجلة تصور “عبد القدوس” مرشدا سياحيا يشرح بالتفصيل والوقائع التاريخية (المتخيلة) قصة أطلال “بومبي” وهي مدينة رومانية طمرها بركان فيزوف عام 79م حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر.
يقول عبدالقدوس في قصته: “الكونت عبدالقدوس يلفت نظر زائريه إلى عظمة الآثار٬ ثم يقول بلهجة العالم: وهذه الآثار الدارسة كانت يوما مقرا لمملكة عظيمة، وكان حاكمها مستبدا لا يقر له قرار.. ثم يبتسم”.
انظر إلي هذا البرج الهائل٬ القائم وحده في الفضاء٬ يشير إلي البرج: وهذا البرج كان يسمي “برج النساء” لأن الملك كان يحبس فيه كل امرأة لا تخضع له ولا تستسلم٬ أليس هذا دليلا علي الاستبداد؟.
حسين رياض ينظر إلي الآثار نظرة الفاحص لعظمة البناء والمعجب بالفن والرسم ثم يقول: لكم هذا بديع لا بد أن أدرس هذا البرج ورسمه٬ وتفاصيل بنائه٬ فقد يفيدني يوما ما٬ لكم هذا بديع٬ انظري يا نعمات.
الآنسة نعمات تمسح دموعها التي سالت من التأثر عند نظرها إلى البرج الذي كانت تسجن فيه النساء وتعذب: يا وعدي يا حسرة على كده٬ الراجل دا كان جنسه إيه يا أخواتي؟
الكونت عبدالقدوس: لا شك أنه كان قاسيًا.
حسين رياض: وكان له ذوق خاص٬ وهذا الذوق كان حسنًا في البناء إلى درجة تلوح آثارها في هذه البقية من الأطلال٬ تأملي جيدا يا نعمات هذه النوافذ وهذه المماشي والطرقات.
الكونت عبدالقدوس: هذه الآثار أعتقد أن فيها كنزا خفيا لذلك أنا أبذل جهدي لاكتشاف مخبأ هذا الكنز ولا بد أن أصل إليه.
حسين رياض: في تلك الحالة يجب أن تتعهد بترميم هذه الآثار٬ وهو أنا الذي يقوم بهذا العمل.
الآنسة نعمات: لا يا حسين يجب أن تنهدم آثار القسوة هذه٬ إنني خائفة لنذهب من هنا. وينصرف الجميع.