الملك بسوسنس الأول يفقد أسورته الذهبية في قلب ميدان التحرير
بقلم الباحثة جيهان سيد
في إطار التعاون بين المجلس الأعلى للآثار المصري ومتحف تورينو المصري، يجري العمل على خطة لعرض عدد من القطع الأثرية ــ تُقدّر بحوالي 130 قطعة ــ من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير ومتحف الأقصر. هذا سيكون ضمن فعاليات معرض “كنوز الفراعنة” المقرر افتتاحه بقصر ديل كويريناله في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 24 أكتوبر 2025 وحتى 3 مايو 2026.
وفي الساعات الأخيرة، ترددت الأقاويل حول اختفاء أسورة ذهبية نادرة تُنسب إلى الملك بسوسنس الأول، وذلك أثناء خضوعها لعملية ترميم بمعمل الترميم داخل المتحف المصري بالتحرير. وتشير الروايات المتداولة إلى أن القطعة كانت تحت عهدة مسؤولي الترميم، وأن اختفاءها تم اكتشافه خلال جرد أُجري يوم الأربعاء الماضي. وقد قامت إدارة المتحف على الفور بإبلاغ الشرطة، التي بدورها تحفظت على جميع العاملين الذين تعاملوا مع القطعة ويخضعون حاليًا للتحقيقات.
الملك بسوسنس الأول يُعد أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين، وقد اتخذ من مدينة تانيس (صان الحجر بالشرقية) عاصمة لدولته، واشتهر عصره بسيطرة الكهنة على طيبة (الأقصر حاليًا).
أما عن الأسورة، فهي واحدة من أهم وأندر القطع الجنائزية الخاصة به، مصنوعة من الذهب الخالص وتزن حوالي 600 جرام، اكتُشفت في عام 1939 بمقبرة الملك بسوسنس الأول في تانيس. الأسورة مزدانة بزخارف دقيقة تُجسد رموز القوة والحماية مثل عين حورس والخنفساء المجنحة، وتعكس براعة الصاغة المصريين القدماء في فنون التزيين الرمزي.
ورغم هذه الأقاويل، إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي دليل رسمي يؤكد اختفاء القطعة، حيث يسود الصمت وزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار، والجهات المعنية بالأمر، ما فتح الباب أمام تساؤلات وجدال واسع في الأوساط الأثرية، والإعلامية.