امير الزاهدين :ذى النون المصرى الاخميمى.
دمياط/ فريده الموجى
هو ثوبان بن إبراهيم، كنيته “أبو الفيض” ولقبه “ذو النون”، أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري .. ومن المحدثي الفقهاء.
ولد في أخميم في مصر سنة 179 هـ الموافق 796م وتوفي سنة 245 هـ الموافق 859م.
روى الحديث عن مالك بن أنس والليث بن سعد.. وعبد الله بن لهيعة. درس على علماء عديدين وسافر إلى سورية والحجاز.
من أوائل المتصوفة كانت له فصاحة و حكمة و شعر
يذكر القشيري في رسالته أنه أول من عرف التوحيد بالمعنى الصوفي وأنه أول من وضع تعريفات للوجد والسماع والمقامات والأحوال
يذكره بن خلكان بأنه «كان أوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا، ومن بين المعدودين من رواة الموطأ عن الإمام مالك
اتهمه معاصروه بالزندقة وحاولوا الإيقاع بينه وبين الخليفة المتوكل واصفينه بأنه “أحدث علمًا لم تتكلم به الصحابة”، فاستجلبه المتوكل إليه في بغداد سنة 829م، ولما دخل عليه وعظه فبكى، فرده إلى مصر
قال عمرو السراج لذي النون المصري :
كيف كان خلاصك من المتوكل وقد أمر بقتلك؟
قال له:
لما أوصلني الغلام إلي الستر رفعه، ثم قال لي أدخل، فنظرت فإذا المتوكل مكشوف الرأس، وعبد له قائم على رأسه متكئ على السيف، وعرفت في وجوه القوم الشر، ففتح لي باب فقلت:
يا من ليس في السماوات دورات، ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح دلجات، ولا في الأرضين خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات، ولا في أعصابهم حركات، ولا في عيونهم لحظات إلا وهي لك شاهدات، وعليك دالات، وبربوبيتك معترفات وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تحير بها من في الأرضين، ومن في السماوات .. إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وآخذت قلب من أرادني بسوء عني…
فقام إلي المتوكل حتى اعتقني ثم قال لي:
أتعبناك يا ذا النون، فإن شئت أن تقيم عندنا فأقم، وإن شئت أن تنصرف فانصرف فاخترت الانصراف.
من الأقوال المنسوبة إلى ذي النون المصري
– إن لله عبادًا أسكنهم دار السلام، فأخمصوا البطون عن مطاعم الحرام، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام، وقيدوا الجوارح عن فضول الكلام، وطووا الفرش وقاموا في جفون الظلام وطلبوا الحور الحسان من الحي الذي لا ينام، فلم يزالوا في نهارهم صياماً، وفي ليلهم قياماً حتى أتاهم ملك الموت عليه السلام.
– إن لله عبادا تركوا المعصية استحياء منه بعد أن كانوا تركوها خشية منه. أفما و قد أنذرك