جبر الخواطر
بقلم – محمد خضر
جبر الخواطر ….
حامل هذه الصفة يستمتع طوال حياته بمشاعر الحب والامتنان والقرب من المحيطين به وجبر الخواطر كما تعلمت هو أُسلوب حياة سلس نواجه به قسوة الأيام من حولنا فما أشد قسوة كلمة «كسر بخاطرى» وما أجمل دعاء «الله يجبر بخاطرك».
وهذه الكلمات التى لا نهتم بها كثيراً لأننا اعتدنا سماعها دون التفكير فى معناها أو تأثيرها علينا وعلى المحيطين بِنَا.
هذه الكلمات لو تأملنا تأثيرها فى نفوس مَن حولنا لتغيرنا كثيراً فكثيرة تلك المواقف التى يمكن استغلالها لجبر الخواطر وإسعاد الآخرين.
وإذا أردنا أن نبحث عن أصل الكلمة ففى معجم المعانى الجامع والمعجم الوسيط واللغة العربية المعاصر ومعجم عربى عربى معنى كلمة «يجبر» وتعريفه «جبر يجبر جبراً وجبوراً وجبارة فهو جابر والمفعول مجبور للمعتدى وجبر العظم أى صلح وجبر العظم المكسور أى أصلح كسره ومن المجاز جبر الفقير من الفقر وكذلك اليتيم وكذا فى المحكم يجبره جبراً».
وإذا أردنا أن نصل إلى القيمة العظيمة لجبر الخواطر فعلينا أن نتذكر الحديث الشريف عن رسولنا
صل الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
وأعتقد أن هذا الحديث هو الشرح الوافى الكافى لجائزة السماء لجابر خاطر اليتيم. وفى المشهد اليومى الذى يقابله كل منا منذ الساعات الأولى فى الصباح وحتى المساء فإن فرصة الحصول على تلك الجائزة متاحة للجميع فأى سعادة تلك التى سيشعر بها الصغير الذى يعمل فى جمع القمامة إن ابتسمت فى وجهه عند التقاء عيونكما وألقيت تحية الصباح عليه فتلك المهنة التى تشعره بالدونية تترك بصمات عميقة داخله ويتمنى لو عاش حياة أطفالك وارتدى ملابسهم وذهب مثلهم إلى المدرسة قد تخف حدتها وقسوتها بجبر خاطره بابتسامة يومية. أما البائع العجوز الذى تشترى منه بلين ومودة وابتسامة بدلاً من عبوث الوجه أو حدة الصوت فهو نوع آخر من جبر الخاطر.
ولا يمكن أن ننسى تلك الزوجة فهى أولا من آى أحد آخر فى جبر الخاطر لأن المنظومة الإنسانية التى تحكم علاقتنا داخل الأسرة يسهل أن تحتويها وأن تشعرها بأهميتها ومن الصعب الاستغناء عنها.