خليك مع الشعب تكسب
بقلم: الإعلامي خالد سالم
في زمن أصبحت فيه المواقف الفردية تحكم على المجتمعات، وتصنع الانطباعات عن المؤسسات بأكملها، نجد أنفسنا أمام سلسلة من الحوادث التي تكشف عن خلل عميق في منظومة القيم والأخلاق في مجتمعنا.
عندما تصبح السلطة سيفاً ضد الشعب
لا يمر يوم دون أن نسمع عن حادثة جديدة تهز ضمائرنا وتثير غضبنا. ضابط يعتدي على سائس بسيط، متناسياً أن دوره هو حماية المواطن وليس إذلاله. محافظ يعنف موظفاً أمام الكاميرات في مشهد استعراضي يكشف عن غرور السلطة وتجبرها على البسطاء.
نائب برلماني ينسى أنه وصل إلى منصبه بأصوات الناس، فيستغل مكانته لمصالحه الشخصية، ويتحول من خادم للشعب إلى طاغية صغير يسخر المنصب لخدمة أجندته الخاصة.
الفوضى في الشارع والقانون الغائب
في شوارعنا، نرى صوراً أخرى للخلل. شخص لا يضع لوحات على سيارته، متمرد على القانون دون اعتبار للنظام العام. آخر يسير عكس الاتجاه، مستهتراً بحياة الآخرين وسلامة الطريق.
سائق توك توك يفرض سيطرته بالبلطجة، ناسياً أن دوره خدمة الناس وليس ابتزازهم. أمين شرطة يفرض إتاوة على السائقين، محولاً الخدمة العامة إلى مصدر ثراء غير مشروع.
انحدار القيم في المجالات المهنية
الأخطر من كل ما سبق، عندما نرى انهياراً أخلاقياً في المهن التي تمس الحياة مباشرة. طبيب يتاجر في الأعضاء البشرية، متناسياً قسم أبقراط ورسالته النبيلة في حفظ الأرواح.
و فتيات يثرن الغرائز على وسائل التواصل
إعلامي يستعرض مواهبه في الاستفزاز والإثارة، مستخدماً منبره لإشعال الفتن بدلاً من التوعية والتثقيف. سيدة تبتذل على وسائل التواصل، مساهمة في انحدار القيم الاجتماعية دون اعتبار لتأثيرها على الأجيال القادمة.
رسالة واضحة: خليكوا مع الشعب أحسن
إلى كل من يقرأ هذه الكلمات، إلى كل صاحب منصب أو سلطة، إلى كل من يملك تأثيراً في المجتمع، رسالتي واضحة وبسيطة: خليكوا مع الشعب أحسن.
اتقوا الله في بلدكم
الشعب هو مصدر شرعيتكم، هو الذي وضع ثقته فيكم، هو الذي يحكم عليكم في النهاية. عندما تنحازون لمصالحكم الشخصية على حساب المواطن البسيط، تفقدون الأساس الذي تقومون عليه.
الحلول تبدأ بالضمير
المشكلة ليست في القوانين فقط، بل في تطبيقها والأهم من ذلك، في الضمير الغائب. نحتاج إلى إعادة بناء منظومة قيمية تضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية.
نحتاج إلى مسؤولين يدركون أن المنصب تكليف وليس تشريفاً، وأن الخدمة العامة رسالة مقدسة تتطلب التفاني والإخلاص.
الشعب هو الحكم الأول والأخير
في النهاية، التاريخ يحكم على الجميع. والشعب، مهما كان صبوراً، لن يسكت إلى الأبد على الظلم والفساد. من يقف مع الشعب اليوم، سيجد الشعب معه غداً. ومن يستغل الشعب ويتنكر له، سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً.
**خليكوا مع الشعب تكسبوا… هذه ليست مجرد نصيحة، بل قانون طبيعي لا يتغير.**
*هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يمثل بالضرورة وجهة نظر أي جهة أخرى.