سعيد الشربينى.
كم غمرتنا السعادة والسرور عندما سمعنا السيد الرئيس وهو يوجه الحكومة بتنفيذ قرارات الرقمنة للعدادات الثلاثة -الكهرباء- الغاز -الماء- وفى عبارات واضحة وصريحة أصدر توجيهاته للحكومة بقوله (يا باش مهندس. أنا عاوز التلت عدادات تتفعل بسرعة والمواطن اللى هيشحن الكارت ياخد الخدمة واللى. ودا اوفر وأحسن).
ولو نظرنا الى هذه التوجيهات والقرارات الرئاسية بمنطق الحكمة والعقل نجد انها فعلآ هتصب فى مصلحة المواطن بل وتعد اولى خطوات تحقيق العدل الاجتماعى. يعنى ببسيط العبارة كل مواطن هياخد حقه من الكهرباء والغاز والمياه وفق استهلاكه وغير منقوص وبكدا نغلق الباب أمام ايادى الفساد والمفسدين.
فكم تمنينا وتمنى الشعب المصرى جميعآ أن تتحول كافة مؤسسات الدولة الى مؤسسات رقمية وبالتالى تكون مصر على اعتاب عصر جديد صحيح وخطوة أولى لتحقيق العدالة الاجتماعية ونقضى من خلالها على جزء كبير من مؤسسات الفساد والمحليات.
ولكن كيف يتحقق ذلك كى يتفاعل معه عامة الشعب دون أن نضع على كاهله اعباء جديدة تمنع تفاعله ومساندته للدولة المصرية؟
لقد أكدت التجارب الدولية التى سعت من قبل الى الاصلاح وتصويب المصير أثناء مشوارها فى بناء أوطانها كى تجعل من الشعب جبهة داخلية حقيقية وقوية تتفاعل معها فى كل قراراتها أن تبدأ أولآ بالمواطن واصلاح احواله المعيشية من مرتبات ومعاشات وصحة وتعليم وحياة اجتماعية يومية بما يكفى بأن تجعل من المواطن جندى حقيقى فى جدار الجبهة الداخلية للوطن ثم تبدأ فى تفعيل كل القرارات التى من شأنها اصلاح الوطن أرضآ وسماء وبحرآ. وهذا بالفعل ما يحدث فى أكثر دول العالم من حولنا ولذلك تجد المواطن لايئن ولا يشتكى ولا يعترض على أى قرار تتخذه الدولة لأنها وبأختصار قد بدأت بتوفير الحياة الكريمة له قبل أن تبدأ بأى اصلاح.
وهذا عكس ما اتخذته الدولة وهى فى طريقها للاصلاح والبناء فعلى الرغم من علمها اليقينى بتدنى الاجور والمرتبات والمعاشات وزيادة اعداد البطالة من الشباب وتوقف حركة العمل بين العمالة غير المنتظمة وارتفاع الاسعار من خضروات وفاكهة وكهرباء وغاز ومياه وتدنى مستوى الصحة والتعليم والمستوى الاجتماعى الهزيل الا انها تصم اذانها وتصمم على السير فى طريق الاصلاح والبناء بل وتزيد من الاعباء على كاهل المواطن وتطالبه بالآلتزام والتفاعل ولو كلفه ذلك الفناء له ولأسرته. كيف؟
اليس الاحرى بنا سيادة الدولة المصرية – أن ننظر الى المواطن اولآ ونعمل على اصلاح احواله المعيشية من مرتبات ومعاشات واجور كى يتفاعل مع كل القرارات التى من شأنها اصلاح الدولة المصرية؟
ان ما تفعله الدولة الان ما هو الا نوع من لى الازرع للمواطن البسيط والغير قادر فاذا ما استطاع المواطن أن يوفر من قوت يومه وقوت اولاده ويقوم بشحن كارت الكهرباء فلا يستطيع فى حين الوقت شحن كارت الغاز ولو استطاع فلا يستطيع شحن كارت المياه واذا ما لايستطيع شحن كارت المياه هل يموت عطشآ هو واسرته؟ يمكن للمواطن أن يعيش من غير كهرباء أو غاز ولكن هل يمكن له أن يحيا بلا ماء؟
فاذا ما اردنا اصلاح دولة وبنائها فعلينا أولآ اصلاح احوال المواطن ونعمل على توفير العيش الكريم له وبما يتناسب كى يستطيع المشاركة الفاعلة فى بناء الوطن. مش بردوا دا كلام صحيح ويرضى الله. .
(حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء ء)
6 / 10 / 2020