دنيا فانية
فاطمة عبد العزيز
كل دقيقة تقضيها الآن قد تكون عامل اتساع وراحة في قبرك، أو قد تكون سببًا للتضييق والعذاب، فاستغلها راقب نفسك خلالها، ولا يهم إن كان عمرك في العشرين أم في السبعين، لك موعد مع الآخرة قد يكون قريبًا، لذلك كن مستعدا له، فهو قد يحضر في أيِّ لحظة، ليس ببعيد، قد يكون قاب قوسين أو أدنى.
وعلى الإنسان الا ينغمس كثيرًا في ملذات الدنيا للدرجة التي تجعله ينسى الآخرة، بل يجب عليه أن يركز على الآخرة أكثر، ويتذكرها في كل لحظة يقترف فيها ذنبًا، في كل لحظة يضيع فيها ساعة، وفي كل لحظة يحسد فيها قلبه ناسًا على ما آتاهم الله من فضله، وليتذكر قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].
إن كل شيء سينتهي، وسيغادر الإنسان هذه الدنيا وحيدًا، بلا حبيب، بلا صديق، بلا قريب، بلا مال، كل شيء سينتهي، ولن يبقى له إلا عمله الصالح، وربما ولد صالح يدعو له.
فليتذكر أن هذه الدنيا فانية، وليعش كل يوم في حياته وكأنه اليوم الأخير، فأحد الايام سيكون كذلك، ولا يدع الأيام تهذه الحقيقة، بل يجب عليه أن يضعها دائمًا نصب عينيه، وليعد إلى الله، وليتذكر أنه ما زال على هذه الحياة، ولا زال التغيير ممكنًا، لا زال باب التوبة مفتوحًا، فاليرجع الإنسان إلى الله قبل أن يفوت الأوان، عد إليه وسيقبلك كيفما كنت، عد إليه وسيغفر لك، وكلما تقربت إليه تقرب إليك أكثر، فهو سبحانه وتعالى يقول كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القدسي: (وإنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
#


































































