رسائل لم تبعث وسلب الزمان الصبر مني وكان العمر في عينيك أمنا
كتب : فهيم سيداروس
رسائل لم تبعث وسلب الزمان الصبر مني وكان العمر في عينيك أمنا “في كل مرةً أقول بأن هذه رسائلي الأخيرة لك لأنك لم تعد شيئاً مهم في حياتي ! وبعد عدة أيام أقوم بكتابة رسالة أخرى مضمونها – إنني أحتضر شوقاً إليك ؛ رغم أنني أعلم بأنك لا تستحق كل هذا ، ولطالما أحزنتني كثيراً ، ولكن من الصعب أن يكرهُ المرء شخصً قد ترك أثراً به .
يقول فاروق جويده
“ويحملني الحنين إليك طفلا، وقد سلب الزمان الصبر مني وكان العمر في عينيكِ أمنا، وضاع الأمن حين رحلتِ عني.”
وكأن العالم أعدمني عندما أبتعدت عني ، لم يكن لي وجوداً الا بك أنت ، قد رحلت ونسيت كل شيء ، الأماكن ، الموسيقى ، حتى الاشخاص أصبحت دون هوية في هذا العالم أسيرا كما لو كنتً شخصا بلا روح ينتظرا يومه يأتي ليذهب إلى الأبد دون رجوع .
حين أحببتُك عرفتُ دلالات الوقت فلم أعد أحمل ساعه في معصمي ، فعندما أبكي أعرف أنني في تمام ساعة الشوق وعندما ينبض قلبي ألما أعرف إنني في تمام الحنين إليك وعندما أراك أتمنى أن يتوقف الزمن .
هل أخبرتك يومًا أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك ، هل أخبرتك يومًا أنني كنتُ أرى الكون رماديًا وأنك سكبت عليه ألوانًا ما كنت أعرفها .
هل أخبرتك يومًا في رسائل أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائر حطَ على شجرة عارية ذات شتاء ،هل أخبرتك يومًا أنك الحنينُ الذي كان يزورني دون أن أعرف لمن ، وأنك الحزن الذي ينتابني دون أن أدري .
لماذا هل أخبرتك يومًا أنك أصبحت الهواء بالنسبة لي والماء وأنني أحياك غيابيًا حتى ينهي الزمان حكمه علينا بالفراق مدى الحياة .
” أنا لستُ غاضبًا منك ، حتّى وإن كان الموقف يستدعي ذلك ، أنا لا أغضب
منك ، لكن توجعني حقيقة أنني في كلّ مرّة أظنّ فيها أنني عرفتك ، أجهلك ، في كلّ مرّة أظنّ فيها أنّنا تجاوزنا مرحلة سوء الفهم ، أجد أننا لم نتجاوز شيئًا ، وأننا نحتاج الشرح، والعتاب، والاعتذار كالآخرين .
” يبدو أن البقاء معي أمر صعب للغاية ، فأنا لا أعطي إلا القليل ، لكنني أعطي أشياء حقيقية ، لا تُغادرك حتى وإن غادرتك لا يمكنك أن تؤثر في شخص لا يهتم بك إنه لا يراك لا يرى كل محاولاتك تلك التي تفتعلها لتجذبه ، ولا يرى كيف تحزن بعدها ، ولا كيف تعاقب نفسك ، ولا يشعر بمئات القرارات التي تتخذها بشأنه وبشأنك معه ، أنت تسرف في الظهور على أرضه
ولكنه لايهتم ، ولا يرى “!
“يعلم الله كم حاولت أن أقترب منك وأنت تبعدني وكم حاولت الاعتذاروكنت صلباً كما لو انك لم تكن يوما قلبي يعلم الله كم كنت مهزوماً ويعلم بشدة إصراري ولحظات الضعف التي كانت تأتيني حين أحادثك ولكنك لم تعلم بمدى صبري على قسوتك ولا بغيرتي التي كنت أخفيها خشية أن أدعو عليك يوماً وأندم”
“حاولت مراراً أن أخبرك أن القلوب لا تظل على حالها ، وأن الحب وحده لا يكفي وأن العناد سيكون بداية النهاية بالنسبة لنا ، أخبرتك أن الصبر ينفذ بعد طول الهجر وأن كل الذين يقفون إنتظاراً لابد أن يأتي يوماً ستخور قواهم وتتعب أقدامهم ويرحلون ، لقد حاولت ولكنك بكل أسف لم تُصغي .”
اقول لنفسي ولغيري إذا دخلتم القلوب فأحسنوا سكناها ، فإن خراب القلوب ليس بهيّن ، وحين يعطيك احدهم الحب إما أن تبادله بأكثر من هذا الحب أو منذ البداية أرفض حبه لك ، لا تُعطِه حبا مؤقتا ، كن أكبر من أن تتسلى بالمشاعر لفترة
لا تخذل من أحبك وتتركه بلا سبب ، كن وفيًا فقط ، الحب هو أن تشارك شخصاً ما أحلامك البعيدة ، وهزائمك الصغيرة ، الحب هو أن يتوقف الشجار عندما يحتل الحزن عين الآخر ، الحُب هو أن يقتبس شخص لم يقرأ يوماً كتاباً عبارةً من كتابك المفضل ، الحُب هو مايجعل وردة واحدة تبدو كحديقة لا تنتهي
وهو مايجعل من إنسانٍ صغير مجرةً واسعة