كتبت:-شيماء السيد هيكل
وُلِدَ الهُدي فَالكائِناتُ ضِياءُ * وَ فمُ الزَمانِ تَبَسُّمُ وَ ثَنَاءُ.
الروحُ وَ اَلَمَلاءُ المَلائِكُ حَولَهُ * لِلدين ِ و الدُنيا به بُشَراءُ .
ياَ خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً * مِن مُرسَليِنَ إِلي الهُدي بِكَ جاءوا.
ولد سيدنا محمد يوم الإثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول، عام الفيل ، الموافق إحدي ليالي شهر أغسطس سنة خمسمائة و سبعين .
ابوه : عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
أمه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة.
بعد نجاه عبدالله من الذبح ، خرج أبوه عبدالمطلب متوجها إلي الكعبة ، وهناك رأته امرأة من بني أسد بن عبد العزي ، وكانت عندما نظرت إليه بادرته الحديث قائلة : أين تذهب يا عبدالله؟ قال : مع أبي ، فقالت له : لك مثل الإبل التي نحرت عنك ، وقع علي الآن (تعرض عليه الزواج بها ) فقال لها : أنا مع أبي و لا أستطيع مخالفته أو مفارقته .
و كانت قريش يعمها الفرح لنجاة عبدالله و لكن لا تقارن فرحة عبد المطلب بإبنه فأراد أن يتوج فرحته بنجاة ابنه بتزويجه ، فخرج عبد المطلب بابنه حتي أتي وهب بن عبد مناف من زهرة ، وكان سدي بني زهرة نسبا و شرفا ، فزوجه ابنته السيدة آمنة أفضل امرأة في قريش نسبا و شرفا .
و دخل بها عند اهلها و أراد عبد المطلب أن يختبر ابنه هل سيطيب له العيش مع زوجه بعد الزواج ، و هل سيركن إلي أحضان النساء، و يتواني عن طلب العيش، فلما عرض عليه الخروج صحبة القافلة التجارية المتوجهة إلي الشام استجاب عبدالله.
بعدما استجاب عبدالله لطلب أبيه واستعد للخروج مودعا عروسه التي لم تهنأه الايام بطول صحبتها .
مرض عبدالله بن عبد المطلب ببعض الطريق، وومكث عند أخوال أبيه (بني النجار ) بيثرب لعله يبرأ من مرضه ، و لم يلبث أن اشتد عليه المرض حتي أودت به ، و كانت الأنباء قد أتت إلي عبد المطلب بمرض ابنه و مقامه في يثرب ، فوجه إليه أخاه الحارث بن عبد المطلب إلا أنه عند وصول الحارث قد وجد أخاه قضي نحبه .
عاد الحارث إلي مكة بدون أخاه ، وحزن عبد المطلب حزنا شديدا وسرعان ماتبدل الحزن إلي فرح عندما شعرت آمنة بنت وهب بما ينبض في أحشائها ، فكانت الفرحة التي غمرت كيان عبد المطلب ، و سرعان ما تبدد حزنه ، و أمل أن يكون الحمل ذكرا ليعوضه عن ابنه الفقيد .
و كأنما عبدالله قد أتي إلي الدنيا فقط و كل مهمته أن يودع تلك البذرة الطاهرة في رحم آمنة بنت وهب.
كانت السيدة آمنة تقول أنها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم .
وكانت تأتيها هواتف قائلة : إنك حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلي الأرض فقولي : أُعيذه بالواحد من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ، كما يقال : أنها رأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بُصري ، من أرض الشام. ولما وضعته وقع علي الأرض مستقبل القبلة رافعاً رأسه إلي السماء مقبوضة أصابع يديه مشيراً بالسبابه كالمسبّح بها .
قالت أم عثمان بن أبي العاص ” حضرت ولادة رسول الله صلي الله عليه و سلم فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نوراً ، و رأيت النجوم تدنو حتي ظننت أنها ستقع علي ” .
وقيل لما ولد صلي الله عليه و سلم سُمع يهويا يصرخ بأعلى صوته علي أطمة يثرب قائلا: يا معشر يهود ، حتي اجتمعوا إليه ، قالوا له : و يلك مالك ؟ قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .
ولما وضعته آمنه أرسلت إلي جده عبد المطلب ” أنه قد ولد غلام ، فائته تسمعه ، و ما أمرت به أن تسميه ، انطلق به عبد المطلب أي الكعبة فقام يدعوا الله و يشكره لما أعطاه ، و عوضه عن ابنه الحبيب ، و أطلق عليه اسم محمد ، ثم انطلق إلي أمه فدفعه إليها .
و من هنا تحدثنا قد تحدثنا عن مولد سيد الخلق ..
.
أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا .
فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا .
مدحت المالكين فزدت قدراً و حين مدحتك اجتزتا السحابا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
قال الله تعالي في كتابه العزيز (إنك لعلي خلق عظيم )


































































