شخصيات من القرن الماضي أثرت في واحدة من أقدم القرى المصرية.
بقلم: دكتور سلامة عمر
قرية بشمال محافظة الجيزة؛ على الحافة الغربية للدلتا، يعود تاريخها إلى سبعة آلاف سنة، أي أنها من أقدم القرى على وجه الأرض كما يقول علماء الأثار، يتسم أهلها بالطيبة والصلاح والتدين والكرم والتعاون ومشاركة بعضهم لبعض في الأفراح والمناسبات السعيدة، وتقديم التعازي والشد من الأزر في المناسبات غير السعيدة إلا أن السلبية البارزة فيها هو عدم وجود خدمات عامة كمستشفى عام حكومي أو كخدمات الصرف الصحي وغيرها، وتقع القرية بين منطقة وردان والخطاطبة، إنها قرية بني سلامة التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، ومن الشخصيات المؤثرة وتشتهر بما تركته من إرث بأفعالها يمكن ذكرها في النقاط التالية:
أولها: فضيلة الشيخ إمبابي بريك سلامة (رحمه الله): وهو من عائلة سلامة أساس هذه القرية، وكان فضيلته مؤدبًا ومعلمًا للصبيان في القرية، ويحفّظهم القرآن، ويُعد كُتَّابه من أقدم المراكز التعليمية في القرية، وكان الهدف من إنشائه تعليم الأطفال القراءة والكتابة وتحسين خطوطهم، وحفظ القرآن الكريم، وكانت مكانة الكُتَّاب في القرية عالية الشأن، فكان يشبه المدرسة الابتدائية في العصر الحاضر، ووصل التعليم في كُتَّاب فضيلته إلى أعظم مراحله، فاهتم بتعليمهم الأحكام الفقهية وكيفية الوضوء والصلاة، وقدم (رحمه الله) إسهامات كبيرة في خدمة كتاب الله وتعليم القراءة والكتابة والحساب لأهل القرية والقرى المجاورة، جعله الله في ميزان حسناته.
ثانيها: الحاج محمد مصطفى خاطر (رحمه الله): الشخصية السياسية البارزة في المنطقة صاحب الوعى التام والفكر المستنير الذي إن دل فسيدل على تمكنه وحكمته، فهو صاحب العمل الخدمي، سعى (رحمه الله) في تطوير قريته وإدخال الخدمات لها، وخاصة بعد نجاحه في انتخابات مجلس الشورى، فكان محبًا لبلده حريصًا على خدمة أهلها، ولم يكتفِ (رحمه الله) بالسعي لخدمة قريته فقط، بل أهتم بتقديم خدمات للقرى المجاورة يشهد له القاصي والداني.
وفي نهاية مقالي عجز قلمي عن التعبير عن هذين العلمين فبتعداد فضلهما يجف أمامهما قلمي، أسأل الله أن يسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل ما قدما في ميزان حسناتهما.
وللحديث بقية عن شخصيات بارزة في مقال آخر إن شاء الله.