هو منولوجست شهيراشتهر بدور الصعيدي الساذج الذي لم يتخل عن جلبابه البلدي وعصاه إلا عندما أراد أن ينال إعجاب الفنانة شادية في فيلم “بنت الجيران” فغنت له “من بعد طاقية وجلابية” ..
ذلك الفنان الذي لم يأخذ حقه من الشهرة والتقدير وربما اشتهرت منولوجاته أكثر منه ، فمن منا لا يذكر “اتفضل قهوة” ، “معايا الفاكك والفاكوك ” و “عطشان تعالى اشرب” “العرقسوس” حتى أصبح ينادى ( يا بتاع العرقسوس ) لأن الجمهور في ذلك الوقت لم يكن يعرف إسمه ..
ولد عمر الجيزاوي في حارة درب الروم بالجيزة في 24 ديسمبر عام 1927 لأسرة فقيرة يعمل عائلها في مجال البناء وهي نفس المهنة التي امتهنها عمر في صباه ، و كان يغني للعمال بلهجته الصعيدية المحببة ليحفزهم على العمل حتى انتبه لصوته أحد المقاولين ودعاه ليغني في فرح إبنه ، ووصلت شهرته في مجال الأفراح إلى أن غنى في فرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومن هنا بدأت شهرته وبدأ طريقه الفني ..
ومن الأفراح انتقل للغناء في المسارح الليلية حتى اكتشفه الفنان الراحل علي الكسار وقدمه للجمهور ، وكانت بدايته السينمائية عام 1948 في فيلم “خضرة و السندباد القبلي” واشترك في أكثر من مائة فيلم كان آخرهم “فالح ومحتاس” في الخمسينيات ..
كون فرقة استعراضية وعمل بها على مسارح القاهرة شتاءا وبالإسكندرية صيفا ، كما طاف بها على العديد من الدول عربية و الأوروبية وأعجب الفرنسيون بموهبته المغرقة في المحلية لدرجة أن طبعوا صورته على علبة كبريت وأطلقوا عليه لقب “شارلي شابلن العرب” ..
لم يكن عمر الجيزاوي يقدم المونولوج من أجل الضحك فقط بل كان يؤمن أن للفن رسالة وأن النكتة يجب أن يكون ورائها فكر و مغزى ، فكان من أشهر المعارضين للملك فاروق واعتاد أن يسخر من النظام السياسي بالنكتة والمونولوج حتى سبب إزعاجا للسرايا ..
ساعد الكثير من النجوم في بداية حياتهم الفنية ومنهم سمير غانم ، شفيق جلال ، نعمت مختار ، سهير زكي ، وحيد سيف ، عادل مأمون ، محرم فؤاد وعبد الحليم ..
تزوج من سيدة مصرية وأنجب منها أربع بنات وثلاثة أولاد وهم : فرفش – أسرار – تحفة – جلاء – الجيزاوي – عمار و مصطفى ثم تزوج من راقصة لبنانية تدعى “أنوار حسين” وأنجب منها “معين” كما تزوج من سيدة اجنبية كانت تأتي كل ليلة للمسرح الذي يعمل به لمشاهدته وكان متعدد الزيجات حتى أنه تزوج عشر مرات ..
وسيطر الاكتئاب على الجيزاوي في اواخر ايامه حتى توفي في 22 أبريل عام 1983 ومما زاد من اكتئابه وعجل بوفاته أنه قد قدم أغنية وطنية اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تحمل اسم ”يا للي من البحيرة ويا للي من اخر الصعيد”، وسجلها بصوته في الاذاعة المصرية حتى قام الملحن جمال سلامة بأخذ اللحن وتقديمه للفنانة شادية لتغنيه بصوتها باسم ”مصر اليوم في عيد” دون اي ذكر لإسمه ليشعر بالتجاهل وعدم التقدير ..
رحم الله الفنان عمر الجيزاوي صانع الضحكة وراسم البسمة بقدر ما أسعد جمهوره .