فلسفه الغرق
كتب : فهيم سيداروس
هناك فلسفة في الحياة إسمها ” الغرق ” ، الغرق لا يعني إنقطاع التنفس ، يعني بكل بساطه إنك تقتل ببطء .
ليس على يد أحد ، بل لأنك وجدت نفسك في المكان الذي لا يمنحك تلك الأشياء التي بها تحيا .
أكثر من يموت من الغرق هم على الأرض ، وبين الناس ، وليس في البحر ، يموتون بصمت دون مقاومة .
فغرق الروح هي علي أن تكون في الحياة جراح ، كالجذام تأكل الروح ببطء . وتبريها في إنزواء ، هذه الآلام لا يمكن إظهارها لإنسان .
لا يمكن لأحد يفهمك وأنت تغرق ، حين يكون الماء بيدك والجفاف في صدرك ، وحين تكون النجاة بجسدك والغرق بروحك الكثير يعتقد أنها فلسفه , وهي حقيقه الغرق غرق الروح .
فالغرق ، ليس السقوط في الماء ، لا أحد يوصف السمكة بالغارقة ، لكنّها تغرق في الهواء ، الغرق :
أن تسقط في أوهامك ، أن تسقط في مكان ليس لك .
ذلك المكان ، من شأنه أن يكون المنفى ، المثوى
في آن واحد. ، تشعر بأن كل ما فيه يلونه الغرق ، تموت من واقع يقتلك ظمأ .
وعند نقطة الإلتقاء ، بين البحر وتلك السماء سأكون بخير هنا ، لأني وحيد ، فلا تخشى على قلبي من الماء ، ولا على روحي من الغرق .
و لا تستسلم أبداً ، فكلما أوشكت على الغرق
لديك فرصة للوصول إلى قارب النجاة ،ليست مجرد فلسفة ، بل هو يقين راسخ ، وثِقة تامة بأن الله سيرسل لك ضوءً للغد .
ولن يتخلى عنك أبداً وأنت في أمس الحاجة إليه ، فقط لاتعطي توقعات ، زائفة متشائمة بشأن القدر لأن الله أرحم من الحياة ، والظروف والجميع عليك
فإذا كنت علي وشك الغرق ، وكان أحدهم هو قشتك الوحيدة ، أغرق ولا تتعلق به .لان الله سيرسل لك طوق النجاه .
ومشكلة بعض الحمقى أنه يتخبط في فلسفة ساذجه ، ويعتقد أنه يحلق ، وهو لايدري أنه قد بدأ الغرق في وحل الإلحاد ، ويحسب مثقفا علينا ظلما وبهتانا .