قرأت لكم
رواية معاناة وطن الشهيد الحي
بقلم مجدي عبد الله
ابدع الكاتب الروائي مهندس احمد السعيد في أحدث إصدار له وهي رواية معاناة وطن ( الشهيد الحي).
حيث جاء السرد الدرامي لقصة واحد من أبطال مصر العظام المقاتل عبدالجواد سويلم إبن الإسماعيلية.
رفض سويلم أن يكون بلا قيمة أو فائدة لأنه يعلم حقيقة انها قصة البطل الذي بسببه ينتفض جهاز الموساد الإسرائيلي غاضبا عندما يكتشف أن الجندي المصري الذي أطلق عليه صاروخ من إحدى الطائرات لقتله في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل عام 1969 لا زال حيا ويقوم القادة المصريون بتكريمه في ذكرى حرب يوم الغفران.
وتجتمع قيادات الموساد ومعهم بعض قادة جيش الدفاع وعلي رأسهم الطيار الإسرائيلي الذي أطلق عليه صاروخ تقدر قيمته وقتها بمائة ألف دولار. كان الطيار الإسرائيلي في حالة هياج شديد فقد تم تقديمه إلى المحاكمة العسكرية لأن هذا الصاروخ لا يجب أن يطلق إلا علي أرتال جنود أو مدرعات أو معسكرات كاملة بعتاد كيف يكون الانتقام؟! كان هذا هو السؤال الحائر الذي راح يدور فوق رؤوس المجتمعين في مبنى الموساد.
عندما نتحدث عن عبد الجواد أو سويلم فإننا نتحدث عن أسطورة حقيقية غير مسبوقة في تاريخ جيشنا إنه الرجل الذي أفقده الصاروخ كلتا ساقيه وإحدى ذراعيه وعينه فضلاً عن كامل جسده الممزق ولم يبق منه إلا كتلة من اللحم مسجاه فوق الفراش بإحدى المستشفيات العسكرية حيث تم إخباره بأن شخصية هامة قادمة لزيارته والإطمئنان عليه فتوقع علي أقصى تقدير أن يكون القادم أركان حرب الجيش المصري.
ثم جاء موعد الزيارة فلمح بطرف عينه السليمة من يسحب مقعد خشبي ليجلس بجوار فراشه وعندما تحدث إليه عرف أن الزائر كان الرئيس جمال عبد الناصر الذي سأله عن مطلبه فأجابه: سيادة الرئيس لي مطلب واحد وهو أن أعود إلي الميدان لأقاتل الصهاينة.
نظر عبد الناصر إلي وزير الحربية الذي كان يرافقه الفريق محمد فوزي وقال له : بمثل هذا الرجل سننتصر علي إسرائيل.
إن قصة عبد الجواد سويلم الذي لازال يعيش بيننا هي قصة الاختيار الحقيقي للجيش المصري وللشعب المصري ، أنه الشهيد الحي الذي شارك في حرب أكتوبر ونجح في اسقاط مدرعة للعدو الإسرائيلي وهو يرتدي ساقين صناعيين.