قصة مثل شعبي
كتبت نجلاء الكسار
الأمثال الشعبية هي تعبير عفوي، وهي كلمات نرددها جميعا في حياتنا وفى مناسباتنا الاجتماعية، والبعض منا لا يعلم حقيقة هذه الجمل أو حتى ولا يفسرها تفسير سليم، والأمثال هي موروث حضاري و خلاصة تجارب أجدادنا في الماضي، وليست مجرد كلمات تردد ولكنها تروى وتتحدث عن حدث ما عارض، ويحوي العديد من القيم والعادات والتقاليد البسيطة، سريعة الوصول إلى قلب المستمع ووجدانه، وتلخص لنا تجارب الأجيال السابقة على شكل أمثال شعبية.
قصة المثل .. « تروح فين يا صعلوك بين الملوك » :
يعود أصل هذه المقولة المصرية الشهيرة التي نتداولها الآن إلى حادثة تاريخية خطيرة أثرت في مصر لسنوات طويلة.
المقصود بـ “الصعلوك” هو الشيخ المصري “زعلوك” الذي كان موظف حسابات لدى أحد مماليك ضحايا مذبحة القلعة 1811، لسوء حظ الشيخ “زعلوك” أنه وقت وقوع المذبحة كان مصاحبًا لصاحب عمله المملوك ولقي مصير المملوك، إذ قتل خطأ في المذبحة.
بعد انتهاء المعركة وإبادة 470 مملوكًا في القلعة قام أمير لجنة حصر القتلى بتدوين أسماء الضحايا ليفاجأ بجثمان الشيخ زعلوك بينهم، فتداول المصريون القصة وكانوا يقولون “تروح فين يا زعلوك بين الملوك”، حتى رفع الأمر إلى محمد على الذي منح على الفور لورثة الشيخ “زعلوك” آلاف المواشي ومئات الأفدنة ناحية دسوق تعويضًا لمصابهم في الشيخ، ثم حُرِّف المثل من “تروح فين يا زعلوك بين الملوك” إلى “تروح فين يا صعلوك بين الملوك.


































































