قطار الحياة
بقلم : نشأت فل صمؤيل يوسف
تبدو الحياة وكأنها رحلة داخل قطار
رحلة لها بداية ونهاية في قطار
يبدأ من محطة الميلاد وينتهي بمحطة الوصول مستهدفآ مسافة
تبدأ من بداية الخليقة وتنتهي بزوال العالم ويسير بسرعة شاهقة
وكل منا له محطة وصول لا نعلمها لكن نسمع
ونستجيب إلى نداء أقدارنا والتي تدعونا بالنزول ولا إرادة لنا غير الإستجابة بالنزول مسيرين غير مخيرين
وفي أثناء سير القطار نقضي أوقات رحلتنا داخله وهو يتنقل بنا محطة تلو الآخرى
وهي محطات غير محطة الوصول لكنها محطات عمرية مختلفة وآخرى محطات قدرية
وأيضآ محطات موقفية وعلينا أن نعي جيدآ قدر
وأهمية هذه المحطات لأنها محطات تحويلية ومصيرية تسهم في تقييم مسار ونتائج المحطة الأخيرة … محطة الوصول
كما ونحن داخل القطار أثناء سيره نحمل سلوكيات منها إيجابيآ ومنها سلبي
أما عن القطار بداخله مستويات في المقاعد ودرجات في العربات تختلف عن بعضها إختلافآ كبيرآ
لكننا نشترك في نفس القطار الوحيد في هذا الكوكب
كما نشترك في إمتلاك كل منا مقدار من السلوكيات بنسب مختلفة وبمقدار كبير من التفاوت
وأن داخل نفس كل واحد منا عالم لا يعلمه أحد ولا أحد يعلم بشيئ عن نفسه سوى أننا نملك قناعات تسعى بجهد
وبحث دؤوب عن الإرتقاء الروحي وقناعات آخرى
تبحث عن السمو الذاتي لكن تبقى حقيقة أن لا أحد يستطيع فحص القلوب ربما من يجد في نفسه التقوى والورع يفتقدهما ومن يحتقر نفسه يجدها
ولا أحد يعلم ما بداخل غيره ولا يستطيع أحد أن يعطى لنفسه التقييم بل فقط التقويم
إن ظواهر هذه الحياة تظهر تناقضات شتى في ظواهر المظاهر وبواطن الضمائر
لذلك فإننا في حاجة إلى مكاشفة أنفسنا لأننا قد نعلن ونظهر تقدير وإحترام لأصحاب المظاهر الخارجية وفي المقابل
نتعمد بجهل تجاهل أصحاب التعفف والطهارة الداخلية وفقط نكتفي بإخفاء حقيقتهم الطيبة داخلنا ولا نبالي وذلك بقصد
أو بدون إلى أن يذهبوا هؤلاء الطيببون ويصلون إلى محطة الوصول ويرحلوا عنا
تاركين هذا العالم بريائه وآلامه وظلمه إلى عدل ورحمة السماء …
وهنا قد تستيقظ ضمائرنا قائلين …
حقآ كانوا أشخاصآ صالحين أبرار
لذا نحن نحتاج التبصر بقلوب يقظة في من حولنا من قلوب طيبة ربما يحتاجون منا لطفآ وإهتمامآ لأنه من الضروري إعطاء حق التقدير لمن يستحقون
كما أن علينا الكف عن مجاملات ومخادعة أصحاب المظاهر الخارجية البراقة
لنقدم لهم الأزر والعون في التوجيه الطيب
ربما يكون ذلك سببآ في تحويل مسارهم نحو الخير ويصبحون الأفضل والأخير
أخيرآ …
إننا في رحلة قطار الحياة لزم علينا مراجعة أنفسنا إرضاء لضمائرنا وأن نقدم العون والمساعدة إلى صغار المظاهر وكبار الأنفس
كما إلى كبار المظاهر وصغار الأنفس وقد يكون الآخرون أولون والأولون آخرون