كوني انثى
خالد السلامي
اخترت ان اكتب مقالتي هذه بعد ان تمر على يوم المرأة العالمي عدة ايام لكي لا أُخرج نصف المجتمع وام النصف الاخر وبنته واخته وزوجته من فرحتها بعيدها الذي اختير ليكون عيدا لها تخليدا لصمود مجموعة من عاملات احد المصانع الأمريكية في اعتصامهن للمطالبة بزيادة اجورهن فاحتجزهن صاحب المصنع في مصنعه ثم احرقهن مع المصنع في ٨ آذار ١٩٠٨ فصارت احتفالية تقوم على رماد جثثت تلك العاملات المطالبات بحقوقهن بدلا من يكون على اساس انجاز متميز يحسب لهن او مكانة اعطيت اليهن كما فعل الاسلام وقبل اكثر من اربعة عشر قرنا حين اعطاها مكانتها التي تستحق فمنع وأد البنات فاعاد لها حق الحياة وجعل لها سور وايات في القران تخصها وتوضح حقوقها وواجباتها وكذلك ماجاء في السيرة النبوية الشريفة لنبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من تكريم وتوصيات لحفظ مكانتهن واكرامهن حيث ذكرهن في عدة احاديث شريفة فقال رفقا بالقوارير وهنا يشبههن بقارورة الزجاج التي قد تحطمها اصغر الحصى لحساسيتهن ورقتهن وقال استوصوا خيرا بالنساء فيما وعد من كان له بنتان فاحسن تربيتهما بالجنة وهو الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ومن هذا المنطلق واستخلاصا لعبر تلك الواقعة الاليمة ، التي لايمكن وصفها الا بالمجزرة الإرهابية ومن الصنف الاول ، يجب ان نمجد المرأة بكل عناوينها وادوارها في المجتمع محليا وعربيا وعالميا كونها تتحمل أعباءً ثقيلة جدا في منزلها ومحل عملها فهي أم ومدبرة منزل وزوجة ومربية اجيال داخل المنزل اضافة الى كونها طبيبة و مهندسة و محامية ومعلمة ومدرسة واستاذة وموظفة وعاملة وممرضة وفلاحة ومديرة وبرلمانية ووزيرة فهي تخدم المجتمع بخطين متوازيين خط يبدأ من المنزل ويحرص على بناء اللُبنة الاولى للمجتمع الا وهي الاسرة بناءً رصينا متقنا واعدادُ اجياله من اول نشأتها وتهيأتهم لاداء ادورهم الحقيقية في الاسرة والمجتمع وخط اخر خارج البيت يكون مساره ومكانه احدى مجالات وأركان المجتمع التي مر ذكرها وحسب تخصصها .
ويبدو ان الخط الثاني الذي اخذ جل كل جهدها ووقتها و اثقل كاهلها قد ادى بها الى نسيان كونها امرأة ذات احاسيس ومشاعر مختلفة مما افقدها انوثتها التي خلقها الله من أجلها فصارت تميل كثيرا الى الخشونة والاسترجال فترتدي ملابس الرجال وتقلد قصات شعره وحركاته وتزاحمه في تخصصه في الاعمال الثقيلة مما افقدها الكثير من صفات ومعان الانوثة في الوقت الذي اخذت الرجولة تتراجع كثيرا بسبب محاولة الاجيال الجديدة التشبه بالنساء الى الحد الذي صرنا لانميز بين الذكر والانثى من شدة التشابه في الملابس وقصات الشعر والمكياج والحركات وطريقة الكلام وحتى مجالات العمل . ومن هنا وبعد كل ماتقدم وفي الوقت الذي نعيب على بعض الرجال تخنثهم وعلى بعض النساء استرجالهن
ندعو كلا الجنسين للعودة الى جنسه الذي خلقه الله له فلا يليق بالمرأة الا انوثتها وحياؤها ونعومتها مثلما لايليق بالرجل الا رجولته وخشونته وقوته. فالمرأة لاتحتاج لرجل ليس لديه من الرجولة الا اسمها ، مثلما لايحتاج الرجل لامرأة لاتحمل من الانوثة الا اسمها وكذلك تحتاج الاسرة والمجتمع الى لمسات الانوثة مثلما يحتاجان الى خشونة الرجولة وقوتها .