لعلنا نجد جواباً
بقلم: أسامة حراكي
لعلنا نجد جواباً
ضاقت الحياة علي، لم يتغير مقاسها ولم يزد وزني، لكن حزني تضخم فلم يعد يتسع له مكان ولا زمان، فالأزمنة والأمكنة تضيق بنا عند الحزن، كملابسنا القديمة التي لا تتناسب وأوزاننا الجديدة، فكل منا يعيش في هذه الحياة وفي روحه قصة لم ولن يعلم بها أحد، كل منا يعيش وفي عقله ذكرى لن ينساها ولن تتكرر، كل منا يعيش وفي قلبه كلمة عجز عن إلقائها، وفي ذهنه شخص لم يفارق مخيلته، كل منا يحلم ويطمح لكن كم منا وصل إلى ما يريده، كل منا يعيش ليكسب رضا بعض الناس وينسى كسب رضا الله عز وجل، كل منا يعيش ويظن أن الحياة مستمرة وينسى أن الدنيا فانية، كل منا يضحك لأتفه الأسباب ويحسبه الناس أنه محظوظاً لكن الحقيقة أن قلبه مفطور، ونجد أشخاصاً في أشد فقرهم سعداء وآخرون في أشد غناهم مهمومين.
ألا ترون أن الدنيا تعطي وتأخذ، تظهر ما تريد وتخفي ما تريد، ألم تلاحظوا أن الحياة صراع بل جهاد؟ فهي تستنفد كل طاقتنا وتجبرنا على الركض وراءها وعلى التلذذ بمغرياتها، وتعصف بنا الأيام ونحن نظن أن الوقت ما زال مبكراً لتحقيق أحلامنا، إلى أن ننظر إلى أنفسنا بالمرآة يوماً ونرى أن الوقت قد تأخر لتحقيقها، بعد أن شاب الشعر وبدأ الجلد بالتجعد.
فجميعنا نتعرض لمواقف تجعلنا نسأل أنفسنا ونتمنى لو تسمعنا الحياة لعلنا نجد جواباً، هل الحياة شخص يلاحقنا ويطاردنا، هل هي شخص يدفعنا إلى اتجاه معاكس لما كنا نخطط له؟