بقلم : فهيم سيداروس
ليس كل شيء في القلب يقال
اسوأ ما يعاني منه الإنسان إن يمر بأمر لا يمكن السكوت عنه .. ولا يجيد الكلام
نحن الطيبون جداً بدافع الفطرة، المتسامحون كثيراً بدافع الخوف، المتغافلون بدافع العيش
المتأملون بدافع التفاؤل، المغفلون بدافع الثقة.
المترددون بدافع الحذر، يحين علينا لحظة حاسمة، لا نعود بعدها كما اعتادوا أن نكون !
فليس كل شيء في القلب يقال، لذلك خلق الله التنهيدة، الدموع، النوم الطويل، الإبتسامة الباردة، و رجفة اليدين.
أدرك تماما شعور أن تفقد القدرة، على صياغة ما يعتلي روحك كأن تشعر أن الكلمات عالقة في حلقك، ولا تخرج، وشعور أن تكون بين جمع غفير من الناس، و تود أن تنفجر بدموعك
ولكن شيئاً خفياً يمنعك أن تذرف الدموع من أن تفصح عما يدور بخلدك، أدرك ذلك كله.
المرات التي تغيرت فيها نبرة صوتك، أثر تدافع الدموع فتوقفت عن الكلام، المرات التي صرت ترتجف فيها، ولم تستطِع أن تظفر بحقك
فأبتلعت الكلام التي وددت لو إنطلقت بها،
هذه المرات التي كنت عاجزا جدا فيها، هي من صقلتك قويا هكذا.
سكوتك عما لا يرضيك، تنازلاتك الأُولى، تغاضيك عما يزعجك، إخفاؤك لرفضك، تحملك، كتمانك، جميعها أشياء لن تؤلم أحداً سواك.
فلا تؤذ نفسك، فالشخص الوحيد الذي يستمر معك، طول حياتك هو ” أنـت ” فلا تحمله ما لا يطيق من التوتر والحزن.
الناس ليسوا طبعاً واحداً، فطبائع البشر مختلفة ومتنوعة، فلا تكون متسرع في قطع وإنهاء علاقاتك بمن يختلف طبعه عنك، فتكون (الوحدة ) هي صديقك الوحيد.
فتنوع البشر (نعمة) فلكل شخص صفات متميزة تختلف عنك، لإن الحياه مواقف وتجارب… فيها عسل النحل وسموم العقارب… وفيها شهامه غريب.. وخذلان الأقارب…
فهناك مواقف أيقظتنا، وصنعتنا من جديد …
وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل ..
هناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الأنتباه….
وهناك مواقف أجبرتنا أن نضع حاجزآ لمن كان قريبا منا…
فمن أكرمنا أكرمناه….
ومن أستهان بنا أكرمنا أنفسنا بالبعد عنه…
ومن أشتري خاطرنا ولو بشق تمره… أشترينا له الدنيا ومافيها