مأزق (الواقع)
في الفكر السياسي الدولي
دكتور/ كمال الدين النعناعي
مأزق (الواقع)
في الفكر السياسي الدولي
تحليل جيد ذات اللحظة أصبح مهمة الإنساق السياسية المتخصصة وموطن صناعة القرار وذلك
في مسائل العلاقات الدولية
لكن التاريخ له سننه وقوانينه ومعاييره
وبينما قد لا تروق الاطروحات السياسية لبعض الدول من قبل البعض الاخر ولو كانت
ذات جوار أقليمي او قاري بسبب توغل مقدمات بعيدة
عن أخلاقيات الحضارة
الشرقية الإنسانية تفرز
مبدأ تغليب المصالح الأنانية علي الدواعي الإنسانية
العادلة…
ومثل ذلك التصور الاحادي
من قبل دول عظمي هو بالطبع خارج سياق التاريخ
وسننه وقوانينه
فليس في التاريخ تواف
ولا عفويات ولا عشوائيات
فلايوجد في التاريخ نصر دائم حكرا لأمة ولا يقر تميزا
ولا أفضلية عنصرية
ولايوجد في التاريخ هزيمة دائمة تلحق دوما بأمة بعينها
من دون الناس
فالتاريخ هو مسطر القضاء والقدر لا خيار فيه
واذا عجز البشر تدخل القدر بالكوارث الطبيعية والأوبئة والقحط وتسفل السلالات البشرية اللاحقة الأضعف التي تفتقر الي الكفاءة والجودة
وعوامل العلو والازدهار
فليست اذن القوة الغاشمة تصنع دوما حضارات معمرة
وعظيمة وليست الحضارات هي طرح دائم عابر للزمن
تتمدد في الماضي ولاهي تتمدد في الحاضر،ولا هي تخلد في المستقبل..
كما في قوله تعالي
(، واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر)
إذ جبلت النفس الانسانية
الي أعمال العقل المقاتل بشكل عفوي وتلقائي
لأن حب القتال من الفطرة الإنسانية
فهو دائم الابتكار لقتاله..
اما مسألة (النفوذ) فهو مصطلح تجريدي حديث
يجري تداوله فيما يعني بالحياة الدولية والنشاطات المتعددة والنوعية
بين الجماعات البشرية قاطبة
كل في محيطه..
وهو مظهر فطري للمعقولات التي تؤسس
للمعاملات بين الأفراد والجماعات البشرية
لقوله تعالي..
(هل أتي علي الإنسان حين من الدهر
لم يكن شيئا ذكورا)
صدق الله العظيم
فيذكر الشيئ بأثره.. وهو نفوذه
وكذلك حال الإنسان أكان دولة أو وأمة..
لذلك صار ما يتردد إعلاميا بتقويض نفوذسياسي للاضداد علي وجوه عدة
سياسي او تجاري او عسكري غالبا يقوضه مضاد له
لان الأنفراد بالقوة الغاشمة يتنافي مع الفطرة الإنسانية والسنن الكونية ومسارالقضاء والقدر المعني بسيادة المعايير الالهية…
وبسط عدلتها…
إذ يبدو من مسطر تاريخ الأمم ان الفوارق الزمنية بين السطوع والخمول والانهيار
لا قياس له في التاريخ
ولا يزيد زمنه عن لحظة عابرة..بينية
تعتركها المعايير الإلهية ومن ثم يصير الفائز فيها من أصاب
أعمال العقل وفقا لتحري
المعايير الإلهية التي تلقتها الإنسانية وعرفتها وعاينتها
عبر الرسالات السماوية واحصاها الاسلام جامعا مانعا
ليكون نبراسا التوافق بين الجماعات والدول والأمم
حتي نهاية مملكة الانسان
علي الارض…
أفلا تعقلون.؟