كتبت هاله هلال
كفر الشيخ
خرج ذات يوم للنزهه كى يتمشى فى الهواء الطلق وينسى ما على كاهله من هموم.
ذات يوم عندما شعر الضمير بالملل خرج ليتمشى بين الورود والأشجار ويتأمل طباع البشر وبينما هو سارح بخياله فى ملكوت الله أتت المصلحة وجلست بجانبه وتحدثت إليه قائله :
أراك مهموم.. لماذا تتعب نفسك فى مقاومة الباطل ؟
رد عليها الضمير قائلا: لقد خلقنى الله هكذا فربما أكون رمانة الميزان .فلا يجب أن أترك الساحة خالية لأمثالك فقط.
قالت له أتسخر منى ومن أمثالى وهم يمثلون الأغلبية.
فأجابها الضمير قائلاً :أخلاقي لا تسمح لى بالسخرية من أحد أو الإستهزاء به أو الإنتقاص من قدره.
فقالت له المصلحة ألم تخف أن يتهمك البعض بإدعاء المثالية.
فأجابها الضمير قائلاً :أنا لا أبالى بآراء الغير ما دمت أسير فى طريقى الصحيح.
فالحلال بين والحرام بين والكل يعلم جيدًا من هو ؟وماذا يفعل؟
ولكن الجميع يتجمل.
إلا الضمير فهو لا يتجمل و لا يجامل ولا يحابى لأنه لا يسعى لإرضاء أحد.
هو فقط مسخر لضبط قوانين الكون الذى وضعها المولى عز وجل لهذه الحياة.
قالت المصلحة: أنا أقوى منك. أنا أجلب المال والمناصب والسيارات الفارهة والعقارات والڤلل.
فماذا أنت تجلب أيها الضمير المسكين المتعب دائمًا ؟
فأجابها الضمير وهو مبتسمًا :أنا أجلب راحة البال والرضا بقضاء الله وقدره ومن ثم يشعر من يتبعنى بالسعادة.
وكادت المصلحة أن تسأل الضمير فسبقها قائلاً :هيا بنا لعمل جولة داخل ڤيلا أو سيارة فارهة ممن جلبتى لأصحاب المصالح.
نظرت المصلحة للضمير فى تعجب قائلة: ولماذا تلك الجولة؟
فأجابها الضمير:انظرى إلى عيون أصحاب المصالح ستجدى الحزن والخوف والقلق الدائم.
وأيضا ستجدى الضعف.
الضعف الذى جعل أصحاب المصالح تتبعك وتتجاهلنى أنا.
أنا ضميرهم الذى يؤلمهم عندما يأكلون المال الحرام ولا يستطيعون هضم الطعام إلا بتناول أدوية المعدة.
عندما يضعون رأسهم على الوسادة ويخلدون للنوم.
أنا الذى يوقظهم ويحرمهم من النوم الهادئ المريح حتى يتناولون المهدئات والمنوم ليستيقظوا صباحاً بآلام فى رأسهم مما يحدث بداخلهم طول الليل من صراع بينى وبينك أيتها المصلحة.
وعندما أرادت المصلحة التحدث قال لها الضمير: أصمتى أيتها المصلحة لا أريد سماع صوتك لقد أفسدتى فى المجتمع فساداً جعل مهمتى تزداد صعوبة يوما بعد يوم.
أيتها المصلحة أنت بوابة الشيطان التى تؤدى إلى جهنم.
وسأعرقل كل من يتبعك حتى يعود لصوابه وتنهض الأمة.
والله الموفق والمستعان