الرجل الحق هو الذي يستطيع أن يسيس أهل بيته ويحافظ على انضباطهم النفسي فَكلّ المسؤولية ملقاة على عاتقه (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )) .
فالقوامة ليست كلاما مرسلا بلا افعال ، وليست جاه وسلطان يتحكم فيه الزوج ضد الزوجة . والقوامة ليست سوط يستخدمه الرجل وقتما يريد ليجعل نفسه سوطا يلهب به ظهر الزوجة ، ويتحكم فيها وكأنه اشتراها من أهلها ، او كأنه اتخذها عبده وهو سيدها. وهذا غاب عنه انها شريكة حياته ، وانها جنته وناره ، لأن الزوجة تملك ان تجعل الحياة تغمرها السعادة والحب والحنان ، وبيدها ان تحول البيت نار الله الموقدة .
إذا لابد للزوج حتى تكون له القوامه لابد أن يتصف بصفات محددة :
يكون هو العادل .. المخلص .. المحافظ .. المتعاون .. المحب .. العاقل .. المتزن فى تصرفاته .. الصادق . هذا كله لابد أن يتوافر في الزوج ويكون قدوة .
ويأخذ قدوته وأسوته من رسول الله صلي الله عليه وسلم ويرى كيف كانت معاملته مع زوجاته ، وكيف كان تعاونه معهم ، وكيف كانت مواقفه مع زوجاته ، وكيف كان يعالج الأمر إذا اخطأت احداهن . وكيف كان عدل بينهن فى جميع أحواله وتصرفاته ، مع حبه المعروف والشديد لعائشة . ولذلك كان يقول فى دعائه ( اللهم انك تعلم إنى أعدل فيما أملك ، فلا تؤاخذنى فيما لا أملك ) . لذلك كان من كلام النبوة له ( لايكرمهن إلا كريم ، ولا يهانهن إلا لئيم ) . فقوامة الرجل ، ورجولته لاتكتمل إلا بإكرامه وحبه لزوجته ، وعدم إهانتها ، حتى إذا أخطأت .
فما بالنا بمن يدعون الرجولة والقوامة وهم يضربون زوجاتهم ، ويهونهم وكأنهم أستعبدوهم .
فالقوامة ليست بالكلام المرسل ، وليس أى رجل من الممكن أن يكون هو صاحب القوامة على أسرته . لأن القوامة لها مقومات كما أوردها رب العزة ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ، وبما أنفقوا من أموالهم ) إذا لابد كى تكون لك القوامة الحقيقية أن تكون قدوة ينظر اليها ويتأسى بها أمام أهل بيتك ، وبين أولادك ، ولا تتصف بالبخل ، ولا التقطير ، وفى نفس الوقت لاتحمل نفسك أكثر مما تحتمل ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها )
الرجل الحق هو الذى يتحكم فى تصرفاته العقلانية ، والاتزان النفسى ، والخلقى فلايعمل على اهانة زوجته وقت غضبه ، ولا يجرحها ، بل إن رأى منها مايكرهه يبصرها بلا تأنيب ، ويكون لها خير معين لها على الحياة ، حتى لايتلاعب بها الهوى ، أو الشيطان .
الرجل الحق هو الذى يجعل زوجته فوق رأسه امام جميع الخلق ، بل وأحيانا يتباهى بها وبحبها أمام الجميع ، ويكون سندا لها ، وحاميا لها من تقلبات الظروف والأيام .. وكما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ” إذا أمسكها أكرمها ، وإذا أبغضها لم يهنها “
الرجل الحق الذى يريد أن تكون له القوامة يحتوى زوجته ، ويهتم بها ، ويصدق معها ، ويخلص لها ، وتجده بجوارها وقت احتياجها له فى اى ظرف من ظروف تقلبات الحياة ، سواء مرض ، او أية أزمة ، فتشعر بحنانه لها ، وعطفه عليها ، واهتمامه بها ربما اكثر من الظروف العادية .
كذلك الرجل الحقيقى الذى يريد ان تكون له القوامة ان يغار على اسرته ، ولايترك لزوجته الحبل على الغارب ، بل يتوقف مع تصرفاتها إذا وجد تصرفا لها فيه اعوجاج عن المنهج ، او الطريق ، فوجب عليه ان يتوقف ويرشدها ، ويقومها .
هذا هو الرجل الحقيقى ، القائم على شؤن بيته وأسرته …