من قلب الخندق بثوا الأمل وأعلوا الهمم
كتب / سامى أبو رجيلة
لو نظرنا إلى بعض وسائل الإعلام ( المقروءة أو المسموعة أو المرئية ) ، للاحظنا للأسف الشديد أنهم يحسنون لعن الظلام بل وتضخيمه ،
وإدمان الحديث عن الأزمات دون التطرق إلى حلها أو وضع حلول لها ،
وهدفهم هو إرتفاع نسبة المشاهدة وخلق فرقعة إعلامية .
فيروجون فى أحاديثهم عن قصد أو غير قصد لصناعة اليأس ،
وإلقاء وبث الرعب فى القلوب ، ويكاد المستمع الغير راعى للأمور أن يظن باستحالة الانفراجه فييأس وهنا تكون الطامة الكبرى فتسقط الهمم وتخبوا العزائم ، ويتراكم اليأس .
أما قليل منهم من يبث الأمل ، ويعلى الهمم ، ويبث العزيمة ،
ويعى قول الحق ويعمل بمعايير الأمانة والشرف المهنى دون تضخيم أو تضليل .
ونسينا قول ربنا :
( لاتقنطوا من رحمة الله ) لأن فى القنوط واليأس هلاك للأمة .
وضياع ماضيها ، وموت مستقبلها فالأمل سنة ربانية ،
وتصديقا عقائديا حينما قال ربنا
( إن مع العسر يسرا .إن مع العسر يسرا ) ، وحينما قال ربنا
( كل يوم هو فى شأن ) وبين عشية وضحاها تقوم حضارات وتندثر أخرى .
فمن قلب الخندق وفى ظل زلزلة القلوب ، وبلغت القلوب الحناجر ، وسطوة الخوف والجوع ، كان رسول الله يبث الأمل ، ويعلى الهمم ، ويبشر بالفتح المبين ، انها صناعة الأمل .
فليعلم هؤلاء وغيرهم من أعداء الوطن الذين لايقرؤن عنا ،
ولا يعلمون تاريخ أمتنا ، أننا أمة من الممكن أن تمرض
لكنها لاتموت فالأمل يبنى على مشاهدات الواقع والتاريخ
وهناك حكمة قديمة تقول ( لاتنظر الى نصف الكوب الفارغ ،
لكن أنظر الى نصف الكوب الممتلئ ) لكن للأسف بعض وسائل الإعلام
تؤكد أن الكوب جف منه الماء ، فيا أيها القانط قطرات الندى كفيلة بملئ النصف الفارغ من الكوب .
مناشدة لوسائل الاعلام جميعها :
صلاناعة الأمل مسؤليتكم الفردية والجماعية ، صناعة الأمل تستوجب أن تكون أسلوب حياة
أنظروا الى الأمل الذى تمسك به قادة مصر وجند مصر خلال تاريخ مصر القديم والحديث بالعمل
ليس بالمظاهرات ، ولابالتنظير ، ولكن بالعلم والعمل والاجتهاد ،
وإعمال العقل تحولت الهزيمة فى 1967 الى نصر مبين فى 1973 بعدما قال أعدؤنا أننا أمة بلا حراك ،
ولن تقوم لنا قائمة فبالأمل واعمال العقل والاجتهاد فى العمل فى نفوس الشعب تحولت الأمنيات إلى حقيقة .
نحن امة لم ولن تموت ، ربما تمرض قليلا ،
ربما تخبوا حينا ، ربما تضعف يوما ، ولكنها فى لحظة تنفض الغبار من على جسدها وتقوم كالمارد مرة أخرى .
ولكن السؤال متى ذلك ؟!!!
الاجابة سهلة ويسيرة :
حينما نعود الى الله ، ونتيقن ونعتقد أن النصر من الله ، وبيد الله ( وما النصر الا من عند الله )
ومتى يأتى النصر ؟!!!
الجواب :
حينما ننصر الله ، ونعود الى الله عودة حقيقية ، ونعى أن عزنا ليس بيد أحد من الأمم ، ولكن عزنا فى اصطلاحنا مع ربنا
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
وأختم مقالى بقول الفاروق عمر حينما قال :
( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام ، فمن ابتغى العزة فى غيره أذله الله )


































































