نحو تصحيح المعادله …!!
بقلم : أمجد المصرى
نحو تصحيح المعادله …!!
مره أخرى يمنحنا بعض شباب مصر المميز فرصه لأن نصحح – لأنفسنا أولاً – بعض المفاهيم الخاطئه التى توارثناها جيل بعد جيل حتى باتت ثوابت راسخه فى عقولنا دون أن يكون لها أدنى أساس من الصحه .
فى قلعه من قلاع التعليم الفنى بالأسكندريه كان هذا اللقاء فى احدى الندوات الحواريه .. بداية اللقاء مع السلام الوطنى ومشهد شديد الروعه لفتيات فى الصف الثالث الثانوى داخل المدرج الخاص بالندوات وهن يتحاورن ويعبرن عن آمالهن المشروعه ومشكلاتهن اللاتى تؤرق عقولهن .
مع الحوار نكتشف أن هؤلاء الفتيات لديهن نفس المشاكل العامه التى يعاني منها أبناء هذا الجيل إضافة إلى مشكلات خاصه بهن بإعتبارهن من طالبات التعليم الفني الذى آن أوان فتح ملفاته بشكل كامل وتغيير هذا الفكر العقيم الذى مازال يطغي على المجتمع منذ عقود بأنه تعليم من الدرجه الثانيه .. عفوًا فلم يعد هذا مقبول .. التعليم الفني اليوم هو جزء من الأمل والحل المنشود لبناء هذا الوطن وجمهوريتنا الجديده .
بعد أن أصبحنا فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء لم يعد هناك مجال للجدال . لن يبنى هذا الوطن أصحاب الياقات البيضاء وحدهم وإنما هو آوان من يجيدون العمل بأيديهم فى شتى الحرف والمهن التى أصبحنا نفتقر اليها بسبب تلك الموروثات البائده . ثم ماذا سيفيد المجتمع لو أصبح كل شبابه خريجى كليات نظريه ينتظرون فرصه عمل لن تأتي .
أي تطور سيحدث مع كل هذا التكدس الذى توارثناه جيل بعد جيل داخل الجهاز الإدارى للدوله وهذا الجيش من العاطلين عن العمل أصحاب المؤهلات الجامعيه . لماذا لا ننظر حولنا لنرى كيف قامت الدول من عثراتها بفضل الإهتمام بالتعليم الفني وخاصة الزراعى والصناعي . ولماذا لا نعى درس المانيا بعد الحرب العالميه الثانيه حين أعادت بناء مجدها بالإعتماد علي التعليم الصناعي والفني .
ثم كيف نفرق بين طالب أجتهد وحصل على مجموع مرتفع فى مرحلة الثانوى الفنى وبين نظيره طالب الثانوى العام عند التقدم للجامعه وأى ظلم يقع عليهم حين نعتبرهم طلاب من الدرجه الثانيه فنخصص لهم قليل من المعاهد والكليات التى تقبلهم بعد عناء رغم أنهم مؤهلين اكثر من طالب الثانوى العام لتلك الدراسه بإعتبارهم قد درسوا مبادئها فى مرحلتهم الثانويه .
في بلادنا الطيبه التي تسعي لأن تحجز مكانًا تحت شمس الحياه كيف لا نمنح هؤلاء الفنيين قدرًا كبيراً من الإحترام الذى يستحقونه . كيف لا يتطور فكر الآباء والامهات ليعوا أن التعليم الفني ليس سبه أو خطيئه بل أنه هو الأنسب اليوم لسوق العمل وإحتياجات التنميه . ثم من الذى صنف التعليم الفني علي أنه تعليم من الدرجه الثانيه لأصحاب الدرجات المنخفضه . يبدو أننا نحتاج إلي ثوره في الفكر لنعدل هذه الموروثات التي عفي عليها الزمن ولكن علي أحدهم أن يبدأ فالتغيير لا يحدث بين يوم وليله


































































